الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

تهدف إلى الحفاظ على ورع رجال الدين، لما في ذلك من مصلحة الأمة، ويتمثّل ذلك في عدم الوقوف بأبواب الحكام الجائرين. ثم إن بعض المســلمين يرفض وبشــكل حاد هذه الدبلوماســية الدينية التي يســميها مداراة أو مصالحة، ويرى أن فيها شــبهة ومساومة، فنرى هذه الطائفة من المســلمين تختار نهج المواجهة الحربية ضد السلطة، ولا يزال هذا الخيار مستمرّا . " الإسلاميين " إلى يومنا هذا ويتجسد في النضال السياسي لـ إن الطابــع المؤسســي للتصوف المتمثل في الطــرق الصوفية الكبيرة، ذات الهيكلــة الاجتماعيــة، أدى إلــى بناء علاقــات متقلبة مع الســلطة العمومية لكنها ســلمية في عمومها، وقد صارت تلك العلاقات أمرًا مفروضًا لا بســبب الخلافات الأيديولوجيــة العميقة بين الســلطة العمومية وبين الطرق الصوفية، وإنما أساسًــا بســبب متطلبات تنشئة شعبية حقيقية للعقيدة، وهو ما يضمن نجاح سياسة المدينة المسلمة الحقيقية. إن هذا النموذج الوسيط من التعايش السلمي والحياد السياسي أو التعاون، حسب الاقتضاء، مع السلطة، على الرغم من تقلبه، شكّل -خاصة مع عولمة الإســ م- تقدمًا هائً في كثير من بلدان العالم الإســ مي. ولاســيما في آســيا الصغرى، وإفريقيا الســوداء وشــمال إفريقيا (وخصوصًا مع الطريقة القادرية والتجانية)، وأثّر إلى حد كبير على موقف الغالبية العظمى من الشــيوخ المعلّمين )، وهذه الفئة التي يرتبط Seriň Fàkk-taal ( " سيرين فاك تال " أو ما يعرف في السنغال بـ الصوفيين في السنغال. " الآباء المؤسسين " بها معظم

186

Made with FlippingBook Online newsletter