الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

إليها بعض قواده ولم يحضرها خمســين معركة فالجملة اثنتان وثمانون وقعة. وقد واســتمرت خمس سنوات لتنتهي عند مصرعه في 1859 بدأ حركة الجهادية ســنة . 1864 فبراير/شباط وتنتقد حركة كتائب ماســينا بشــدة المتصوفة من أحفاد الشــيخ أحمدُ لب الفلاني، وتتهمهم بخيانة تراث أجدادهم حين انغمســوا في التصوف وتركوا البُعد الجهــادي للرجــل، ونفس الموقف نجده عند في أدبيــات بوكو حرام تجاه أحفاد عثمان دان فوديو الذين مكّنوا للتصوف القادري في غرب ووسط إفريقيا. فمــن الواضــح أن هاتين الحركتين الجهاديتين (بوكو حرام وكتائب ماســينا) اتخذتا من المراجع الصوفية في القرن التاســع عشــر شرعية تاريخية لهما، لكنهما كانتا تأخذان من المرجعيتين جهادهما ودعوتهما لتنقية الإسلام من البدع وتتركان الجانــب الطرقــي الصوفي؛ وهو ما يعني تبني الحركات الجهادية في غرب إفريقيا للشــيوخ الصوفيين في القرن التاســع عشر (عثمان " المتشــدد " التراث الإصلاحي دان فوديو وشــيخُ أحمدُ والحاج عمر الفوتي) دون اســتحضار الموروث الصوفي الــذي كان جــزءًا من تلك الحملات الجهادية الســابقة. فهــذه الحركات توظف بعض التفسيرات الدينية لشيوخ التصوف في القرن التاسع عشر لتبرير جهادهم في الوقت الحاضر، ويعتنقون التفســيرات الدينية للعلماء الصوفيين في القرن التاســع عشــر لتبرير جهادهم في الوقت الحاضر. من ناحية أخرى، يقدمون أنفسهم كورثة للتقاليد الجهادية ومقاومة للحكم الاستعماري الذي قاده شيوخ التصوف في الغرب الإفريقي في القرن التاســع عشــر، وهي تقاليد تحظى باحترام كبير من قبل السكان المسلمين في المنطقة. ولا شك أن حضور تاريخ الجهاد الصوفي الذي سبق الاستعمار في مفردات الحركات الجهادية في غرب إفريقيا وتفســير هذه الحركات ذلك الجهاد لصالحها كان من العوامل التي ســاعدت الجماعات الســلفية الجهادية على البقاء في منطقة الساحل والصحراء أطول مما كان متوقعا.

17

Made with FlippingBook Online newsletter