الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

الشيوخ والسعي إلى كسب ودهم لإضفاء الشرعية بين الناس والحفاظ على قوتهم بشــكل أفضل. وبالنظر إلى تاريخ هذه الشــخصيات الدينية، نجد أن بعضهم كان يُبدي اســتعدادًا للتعاون مع الملوك وعلى مســتويات مختلفة بدءًا بدور المستشار، وأحيانًا دور الحامي من الشرور، وأحيانًا دور القاضي أو الممثل الرسمي، كما هي ، وأحيانًا يقوم بتعليم الأمراء الشبان أو يكون كاتب الملك أو ( (( حال الشيخ لامب أحد حاشــيته. في حين نجد بعض رجال الدين اختار النأي المتصلب بنفســه عن أبواب السلاطين متخذًا موقف عدم الثقة بالسلاطين أو الحياد أو رفض أي مصالحة مع السلطة قد توصف بأن فيها شبهة. وهكذا، يُظهر تاريخ الســنغال بجلاء أن الوظائف الدينية والسياسية قد ظلت تتشــارك الفضاء العام وتتقاســم إدارة المدينة بشــكل دائم، وذلك قبل الاستعمار وأثنــاءه ومع الاســتقلال وما بعده، على الرغــم من بعض الاختلالات في مواقف سياسية معينة، أو بعض الأخطاء الاستراتيجية المتنوعة أو بعض المقاربات العقدية، أو العديد من التسويات أو التنازلات سواء من الفاعلين الدينيين أو من الفاعلين في السلطة. على الرغم من كل هذا فقد بات التعاون سمة العلاقة بين السياسي وبين الديني في السنغال. وقد حاولت الأنظمة السياسية المختلفة التي قادت البلاد على التوالي، ومن وقت لآخر، أن تستغل هيبة وقوة الفاعلين الدينيين للحد من تأثيرهم (عن طريق الاحتواء)، وللتمكين للسلطة السياسية والحفاظ عليها. ) أحد الأوجه الرسمية الجديدة لفئة الزوايا التي رقّاها Serigne Làmb يعتبر الشيخ لامب ( ( (( )، وكان هذا الملك يطمح إلى توظيف 1719-1697 ( ) Lat-Sukaabe الملك لات سوكابه ( السلطة الدينية في إدارة مملكته بإقليمي كايور وباول. وهكذا، فإن الشيخ لامب ورث إلى حدّ ما وهم المسؤولون في أقاليم المملكة " الكانغام " مهارات زعماء المناطق المعروفين محليّا باسم عن الإشراف الإداري باسم الملك؛ وهذا ما سمح للشيخلامب بمشاركة الملك فيجميع المزايا (حتى غير القانونية) التي تمنحها السلطة (كالضرائب وغنائم الحرب وأنفال الغارات...إلخ). العلمانية في " الإسلاموفيا " وفي هذا السياق، يجسد الشيخ سيرين لامب بشكل جيد ما نسميه السنغال، كما يمثل موقفًا جليّا للسلوكيات المفترسة المعروفة عند بعض الزوايا.

189

Made with FlippingBook Online newsletter