الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

، بالإضافة إلى ( (( " عقلانية " يعطون أجوية أيديولوجية وفكرية ونقدية أو سياسية أكثر أخرى يتميز بها المجتمع الســنغالي. ويظهر الانبعاث الجديد " علمانية " ديناميــات الذي عززه ظهور وســائل الاتصال الجديدة؛ حين سارع ( (( " أهل الســنة " لحركات وفي تنظيمهم الجيد نســبيّا؛ مما " الدعوة " أنصــار هذه الحركات لاســتغلالها فــي ساعد في تمددهم في المجال السياسي والديني، وظهورهم في مختلف السجالات المثيرة للاهتمام والتي من شأنها على المستوى الطويل إعادة رسم المشهد الديني والسياســي التقليدي في البلاد. وقد لا يفهم البعض أهمية دور هذه العداوات بين الصوفية والســلفية في تشكيل السياق السياسي الســنغالي الجديد، وقد لا يقدرها بما فيه الكفاية، مع أنها في رأينا تشــكّل الأســس القوية والآفاق الحقيقية للمشهد الديني السنغالي. في السنغال " التهديد السلفي " إن أحد أكثر العوامل إثارة للاهتمام والمتعلق بـ هو ردود الفعل المتسمة بالمرونة داخل الطرق الصوفية، خاصة على مستوى النخبة. كما في الطريقة التجانية، دائرة المسترشدين والمسترشدات للشيخ التجاني سي، وعند الطريقة ( (( المريدية: دائرة حزب الترقية، وروض الرياحين...إلخ. (الصوفية) تعتبر في حد ذاتها نوعًا من " أهل التصوف " في مقابل " أهل السنة " إن فكرة تسمية ( (( الإقصاء الضمني للمتصوفة من أن يكونوا من أتباع السنة المطهرة المروية عن نبي الإسلام، وهو الآباء " إقصاء يستبطن إلى حد ما تكفير الصوفية. ومن المفارقة أن التعاليم الأساسية التي تركها للصوفية السنغالية ترتكز على امتثال ما جاء عن النبيصلّى الله عليه وسلّم، وضرورة " المؤسسون الاهتداء بهديه، ولزوم مدحه. ومما يؤكد ذلك أن أحد أكابر هؤلاء الآباء المؤسسين، وهو الشيخ . ولتجاوز هذه الصعوبة، فإن بعضالقيادات السلفية " خديم الرسول " أحمدو بمبا، قد سمّى نفسه الذكية تعودوا على التشكيك في ولاء الأجيال الحالية للتعاليم الحقيقية لأسلافهم الصالحين (مع أن هؤلاء السلفيين لا يترددون في انتقاد السلف الصوفي بقسوة في سياقات أخرى). وقد حصر هؤلاء السلفيون أنفسهم في نقد كتاباتمنسوبة لشيوخ التصوف في السنغال لا تتماشى مع مفهوم السلفيين للتوحيد وللسنة، مع استبعادهم بمهارة خطبهم وغيرها من الأعمال والكتابات التي لا يُشك في صحتها، ناسبين بصراحة ولاء هؤلاء الشيوخ للمذهب الصوفي (الكرامات، الوصول إلى الذات الإلهية، التبرك، الخدمة...إلخ) بهذه الطريقة التي يفضلها السلفيون والتي تقوم على تفسير انتقائي لبعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية بشكل يتماشى مع تصورهم العقدي الذي لا يوافقهم عليه المتصوفة. ومما سهل هذا النقد السلفي للصوفية السنغالية أن ؛ حيثوُلدوا ونشأوا في " محبطون من التصوف " أغلب السلفيين السنغاليين يمكن وصفهم بأنهم بيوتات المشايخ الصوفيين السنغاليين وكانوا على اطلاع واسع بالطرق الصوفية قبل تجنيدهم في الاتجاه السلفي.

194

Made with FlippingBook Online newsletter