الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

المبحث الثاني: الطرق الصوفيةفي المجتمع السنغالي إن دراســة وضــع الطرق فــي هذا المجتمع تتطلب إلقــاء نظرة فاحصة على العلاقات العمودية والأفقية في هذه الطرق وأدوارها في الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لأن الإحاطة بهذه الأمور تعطينا صورة شاملة. العلاقات الداخلية كل طريقــة تمتلك نظاما داخليا يربط بين أعضائها وتتوقف عليها قوة الطريقة أو ضعفها. فإن كان محكما أتنج تلاؤما اجتماعيا قويا وتضامنا بين الإخوان يعطيها فرصة في حياة طويلة وتأثير في مختلف شؤون البلاد. ويظهر النظام في شكل هرم ويليه المقدمون أو الشيوخ " الخليفة العام " يمثل قمته الخليفة، ويسمى في السنغال ثم عامة الأتباع. والخليفة نائب مؤســس الطريقة والمرجع الأكبر في شــؤونها، ويفترض فيه أن يكــون عالما عاملا ورعا زاهدا. ويســتعين الخليفة فــي أغلب الحالات بنخبة من الأعيان يشكلون مجلس شوراه ويتمتعون عادة بأخلاق كريمة تجعلهم مقبولين عند العامة. ويلاحظ أن الطرق تحرص على متانة الرابطة التي تربط هذه الفئة بالخليفة، مــن ناحيــة، والتي تجمع ســائر أتباعها، من ناحية أخرى. ومن ذلك يتم تشــجيع المصاهرة بين الخليفة وكبار أتباعه وفي أوســاط هؤلاء؛ الأمر الذي يخلق شــبكة من المصالح المادية التي تتفاعل مع الاعتبارات الدينية لتخلق تضامنا فعالا. أمــا عامــة الأتباع فمنهم مــن يقيم في مقر الخليفة لخدمتــه بنية تلقى تربية روحيــة، بينما يقطن آخرون في الريف حيث يعملون في القطاع الزراعي. والأتباع الموســرون مقربون إلى الخلفاء، وربما أصبح أحدهم أوفر حظا عنده من ســائر المقدمين وأجدى بفضل ذكائه وســخائه في تحسين وضع الطريقة بتطوير علاقاتها مع الآخرين.

38

Made with FlippingBook Online newsletter