الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

. وهذه المواســم تتيح لأســر كثيرة فرصة لم شملها، إذ يجتمع ( (( بمبا إلى الغابون أثناءهــا أعضاؤها المتفرقون في أقاليم البــ د ويتبادلون الأخبار ويتعهدون روابط

القرابة والمصالح المشتركة. رابعا: الطرق والحياة السياسية

، ( (( إن الــوزن الاقتصادي والاجتماعي للطرق يجعل لها أهمية سياســية كبيرة وقد أدركت الســلطة السياســية التقليدية هذه الحقيقة فســعت للتحالف مع الطرق من أجل تســتخيرها للحصول على مقاصدها. فاتصل الملوك المحليون مثل لات جُورْ، وصمب لاوبه، وعالي بوري، في القرن التاسع عشر بالشيخ أحمد بمبا طالبين مساعدته في استعادة عروشهم مقابل قيامهم بالدفاع عن الإسلام إذا تم لهم ما أرادوا. وقد أدركت الســلطات الاستعمارية المكاســب السياسة التي كان يمكن تحقيقها وسيلة في التعامل معها. واستغلت التنافس " فرق تسد " باستعمال الطرق، فاتخذت مبدأ القائم بين أتباع الطرق ليجند بعضهم ضد بعض، حتى أوجدت لها حلفاء من القادريين الفوتاويين لمحاربة الثوار التجانيين واستعملت بعض هؤلاء لمراقبة المريدين ومضايقتهم. كان الدور السياسي للطرق محدودا في بدايته؛ إذ لم يكن لمعظم سكان المستعمرة حق المشــاركة في الانتخابات الذي كان حكرا على ســكان المديريات الأربع: دكار، وروفيسك، وغوريه وسانت لويس. وكانت هذه المناطق خاضعة لنفوذ الحاج مالك سي. وهو لم يكن يمارس السياسة ضغطا على أتباعه للتأثير على موفقهم أثناء الانتخابات. ولا يمكــن إنكار حق رجال الدين في خوض غمار الحياة السياســية لإنهم يتمتعــون بحقــوق المواطنة، وعليه لا يليــق بهم أن يبقوا بمعزل عن السياســية. ولكن عليهم أن يضعوا مصالح المســلمين فوق كل الاعتبارات الأخرى، ويحملوا السياســيين على تحقيقها ويتجنبوا المتاجرة بالدين واســتغلال ثقة الشعب للتوصل إلى مكاسب شخصية بحتة. يحتفل المريديون في طوبى بهذه الذكرى في اليوم الثامن عشر من صفر. ( (( % 51 % والتجانية 10 % يتوزعون على الطرق كالتالي: القادرية 95 تقدر نسبة المسلمين بـ ( (( .% 5 % واللاهين 30 والمريدية

44

Made with FlippingBook Online newsletter