الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

المبحث الثالث: مستقبل الطرق الصوفيةفي السنغال إن المستوى الثقافي للسنغاليين يتحسن بسرعة بسبب كثرة المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وبســبب مســاهمة وسائل الإعلام في التوعية الشعبية. وقد أســهم الازدياد الملحوظ في عدد خريجــي الجامعات العربية ونزولهم إلى ميدان العمل الإســ مي في التطور العلمي والثقافي؛ حيث قاموا بإنشاء جمعيات لتقديم رسالة الإسلام خالية من المصالح الضيقة، فنجم عن كل ذلك وعي إسلامي كبير دفع فريقا من المثقفين وغيرهم إلى العودة إلى الإســ م ودراســته دراســة عميقة والبحث في ضوء تعاليمه عن حلول لمشاكل المجتمع السنغالي. وهذا الفريق من المصلحين مجمع على اعتبار الانتماء الطرقي أمرا ثانويا وعلى ضرورة العمل يدا بيد ليحتل المجتمع المســلم المنزلة التي تســتحقها بســب تفوقها العددي ووزنها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وتمثلت نتيجة هذا التطور في نشأة روح النقد عند الجماهير. فلم يعد كل أحد يســلم بكل شيء، بل أصبحت توجيهات الشيوخ قابلة للنقد والرفض، وبخاصة عندما لا تكون موافقتها للشــرع بادية للعيان. وفي ضوء هذا الواقع، يتوقف مصير الطرق على قدرتها على منافسة الجماعات الأخرى على الصعيدين التنظيمي والتربوي.

45

Made with FlippingBook Online newsletter