الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

وبحكم أطروحتها المخالفة للمعهود عند التجانيين أصبحت طريقة شبه مستقلة، أو - بحسب ( (( " طائفة منشقة عن التجانية " - بحسب تعبير أحدهم- أو " تجانية مغايرة " تعبير آخر- تضاهي الطرق الصوفية العريقة في المنطقة في الانتشــار والتأثير مثل: القادرية والشاذلية. فما ســياق نشــأة الحموية؟ وما الأســباب التي جعلتها تصطدم بالاستعمار الفرنســي؟ وما أطروحتهــا الدينية؟ وما تأثيرها في الواقع السياســي والاجتماعي اليوم؟ تلك بعض الأســئلة التي تســعى هذه الورقة إلى تلمس الإجابة عليها من خلال العناوين الآتية: أولا: الطريقة الحموية: النشأة والتأثير الحموية مشتقة من اسم مؤسسها الشيخ أحمد حماه الله بن محمد بن سيدنا عمر التيشــيتي (نســبة لمدينة تيشيت في الوسط شبه الشمالي الموريتاني)، المولود م للميلاد في قرية انيور المالية لأب موريتاني ينتمي للنسب 1882 في حدود سنة الشريف، وأم إفريقية مالية من قومية الفلان. والحموية إحدى أبرز فروع الطريقة التجانية في المنطقة (الحموية، الحافظية، الإبراهيمية). وقد أخذ مؤسســها أحمد حماه الله الورد الصوفي التجاني وهو في م عن العالم الصوفي الجزائري الشيخ 1900 حدود الثامنة عشــرة من عمره، ســنة الذي قَدِمَ عليه في مدينة انيور. ومن المفارقات أَنّ جَد ( (( ســيدي محمد الأخضر في الطريقةِ القادريةِ، فكيف يَعْدِل الشيخ حماه الله المباشر سيدنا عمر كان زعيما حفيدُه عن طريقته إلى طريقة صوفية أخرى مغايرة؟ . 101 مرجع سابق،ص الإسلام والاستعمار في إفريقيا..، تراورى، علي، ( (( هو الشريف سيد محمد الأخضر بن عبد الله الذي نقل الطريقة الحموية إلى الشيخ حمى الله، ( (( مبعوثا إليه من الجزائر من طرف شيخه الشيخ سيد الطاهر التلمساني خليفة الشيخ سيدي أحمد التجاني.

48

Made with FlippingBook Online newsletter