الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

هنا عن معرفة بسيطة بالعربية، وإنما نتحدث عن رجل متقن لعلوم العربية من نحو وصرف وبيان. يذكــر الدكتور محمد ســالم الصوفــي أن حماه الله عندما نفاه المســتعمر الفرنســي إلــى مدينة المذرذرة فــي الجنوب الموريتاني والتقــى بعلمائها، وجدوا مفسر ألمعي، ولغوي متبحر، وفقيه متمكن، " أنفسهم مضطرين إلى الاعتراف له بأنه . ويلاحظ الباحث الدكتور علي تراورى أن ( (( " ومن أكابر العلماء وجهابذة العارفين في موريتانيا لم يشــككوا أبدا فــي عمق علمه. وكانوا " خصوم الشــيخ حماه الله . ( (( " يعتبرونه في الآن ذاته مفسرا رائعا للقرآن الكريم، ونحويا فذا وفقيها محنكا فمن أين لحماه الله كل هذا العلم؟، ودراســته على الشــيوخ لم تتجاوز فترة وجيزة جدا وفي سن مبكر من حياته؛ لم يتجاوز محصوله العلمي فيها سوى حفظ القرآن ودراسة مبادئ في الفقه والنحو. ليس هناك ما يمكن الجزم به بشأن تفسير هذه المسألة، ولكن بالاستعانة بما فكان يحفظ " تذكره الروايات من أن حماه الله كان في غاية النباهة وحدة الذكاء، مكتبة ضخمة ومتنوعة وثرية ونخبوية تضم " ، وكانت لديه " الســورة بمجرد سماعها 1757 ، وتحوي ( (( " مختلف الفنون والعلوم من فقه وتفســير ولغة وتاريخ ومنطق . ( (( كتابا بالاستعانة بهذه الروايات يمكن القول: إن ذكاء حماه الله ربما يكون هو الذي منحه القدرة الذاتية على تعليم نفسه بنفسه وتعويض ما فاته من تحصيل علمي على يد الشيوخ، فانكب على مكتبته الضخمة بحثا ومطالعة، فكان ذلك سببا في تكوينه الذاتي وبنائه العلمي المتين. . 23 الصوفي، د. محمد سالم، مرجع سابق،ص ( (( . 85 مرجع سابق،ص الإسلام والاستعمار في إفريقيا..، تراورى، علي، ( (( . 22 و 16 الصوفي، د. محمد سالم، مرجع سابق،ص ( (( . 85 مرجع سابق،ص الإسلام والاستعمار في إفريقيا..، تراورى، علي، ( ((

50

Made with FlippingBook Online newsletter