. ْ اگ َ گ ْ اش ثانيا: من مقاومة المستعمر إلى حرب أم يرتبط تاريخ الحموية في أذهان ســكان المنطقة - ســواء من أنصارها أو من خصومها- بمحطتين بارزتين في تاريخ هذه الطريقة الصوفية كان لكل منهما تأثيرها العميــق على واقع المنطقة وعلى علاقة هــذه الطريقة بالناس وموقفهم منها دعما وتأييــدا، أو هجرانا وصدودا. هاتان المحطتان هما: الموقف الرافض للمســتعمر، وحرب أم اشــگاگ أو الواقعة بين الحمويين وبين تنواجيو قبيلة العالم الموريتاني علــى عكس الكثير من الطرق والمشــيخات الصوفية في جمهورية مالي وما جاورهــا، لم تكن الطريقة الحموية بزعامة الشــيخ أحمده حماه الله مجرد حضرة صوفية سلبية تسير حيث سار التيار، وتساند كل من فرض سيطرته بالقوة - بغض النظر عما يمثله من قوة الحق-، بل كانت هذه الطريقة إلى جانب وظائفها الروحية طريقة منظمة، ولها أطروحات ومواقف اجتماعية وسياســية. وقد حارب المستعمر لأن أفكاره وتطلعاته تتعلق بتصور معين للإسلام لا يمكن التوفيق " الفرنسي زعيمها بينه وبين الاستعمار. لقد بدا الشيخ حماه الله في عيون الحكام الاستعماريين رجلا . ( (( " وطنيا، وقد تمت معاملته على ذلك الأساس إِفّاهْ ولد الشيخ المهدي وتلامذته وأنصاره. الموقف الممانع ضد المستعمر الفرنسي. ومع أن الكثير من الشيوخ في المنطقة؛ سواء الزعماء التقليديون منهم (زعماء القبائل) أو الزعماء الروحيون (رجال الدين) جنحوا لمسالمة المستعمر والخضوع لــه، بــل والتودد له في الكثير من الحالات، إلا أن الشــيخ حماه الله -إلى جانب عدد قليل من الزعماء- كان لهم طرح مغاير يرى ضرورة مقاطعة المستعمر الفرنسي وعدم الخضوع له، فكانت شــكيمة حماه الله وأنفته تثير غضب المستعمرين، كما إن الشــريف حماه الله يستجيب فورا إذا " عبر عن ذلك الحاكم الفرنســي، بقوله: ما استدعيناه؛ ولكني لم أكن لأراه لو لم أستدعه. لقد كان علي أن أدعوه لمناسبة . 9 مرجع سابق،ص الإسلام والاستعمار في إفريقيا..، تراورى، علي، ( ((
54
Made with FlippingBook Online newsletter