الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

والسياســات، أو لمصالح مؤسســية وشخصية بينما يوسعون دائرة نفوذهم المحلية والاجتماعية بتوفير خدمات فشلت الدولة في توفيرها كالتعليم والرعاية الصحية. إن الارتباط بين الدين والسياسة في نيجيريا بمثابة صورة مصغرة لما يحدث في غالبية دول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، وخاصة في غرب إفريقيا. ففي نيجيريا يُولَى الدينُ بشكل عام أهمية بالغة حتى وإنْ كانت الهوية العرقية أكثر أهمية لدى ســكان الجنوب (كقبيلة اليوروبا التي توجد بين أفرادها نسبة كبيرة من المسلمين) وســكان الشــرق (كالإيبو وأغلبهم مسيحيون)، بينما تعتبر الهوية الدينية أكثر أهمية في أجزاء من الشمال، الذي توجد فيه قبائل الهوسا والفولاني والكانوري وغيرهم. ولذا تبنت عدة ولايات شمالية الشريعة الإسلامية في الجمهورية النيجيرية الرابعة. ومــع ذلك، فإن الهوية الدينية المعلنة بالشــمال غالبًا مــا دفعت إلى ظهور وتعزز . ( (( الهوية العرقية بشكل مواز تدين النســبةُ الكبرى من ســكان نيجيريا بالإسلام، وغالبية هؤلاء المسلمين سُنيون في مذاهبهم والكثير منهم ينتمون إلى الحركات الصوفية كالقادرية والتجانية والمريدية وغيرها. وقد ســبق الإسلامُ المسيحيةَ في الوصول إلى نيجيريا بأكثر من خمسة قرون، وظل أداةً أساسية استخدمها العلماء والوعاظ المسلمون لنشر الوعي من خلال خطبهم وإرشــاداتهم ولحشد الرأي العام لمناهضة الاستعمار البريطاني. ولا يمنع هذا من أن يكون الدين أيضًا وسيلة اتخذها بعض رجال الدين والسياسيين لخداع أو قمع المواطنين في فترة من الفترات.

(1) Afolabi, O. O., The role of religion in Nigerian politics and its sustainability for political development . Net Journal of Social Sciences, (Vol. 3, No. 2, 2015), pp. 42-49.

68

Made with FlippingBook Online newsletter