الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

التصوف السياسي والحركات الاجتماعيةفي نيجيريا كان للدين بالغ الأثر في الحركات الاجتماعية والسياســية في نيجيريا بشــكل عام وفي شمال البلاد بشكل خاص. ويمكن ملاحظة هذا في الحركات الإصلاحية الدينية التي شــهدتها نيجيريا قبل مجيء الاســتعمار البريطاني، وكيف كان تحريك معتنقي ملة معينة للخروج ضد الحكومات الحديثة بسبب قرارات معينة، أو لتحقيق أهداف، أو إحداث تغيير ما في المجتمع النيجيري. م حملة إصلاحٍ في كل 1804 م إلى 1774 قاد الشــيخ عثمان بن فوديو من ، كما قاد حركة جهادية ضد ملوك " كَيْبِي " و " كتْســينا " و " زمفارا " و " غوبر " من مناطق الهوسا بسبب ما اعتبره انحرافات عقدية. وكان عثمان دان فوديو يرى أن من دوافع جهاده كثرةَ الشوائب الدخيلة على الدين الإسلامي، وانتشارَ الظلم الاجتماعي في التي " خلافة سوكوتو " جميع أنحاء أرض الهوسا. فنشأت الإمبراطورية الإسلامية أو تألفت من إمارات مختلفة ووحدت بلدان الهوســا تحت لواء الشــريعة الإسلامية . وشارك الشيخَ، عثمان بن فوديو، في حكم ( (( رافعة راية الطريقة القادرية الصوفية الخلافة كلّ من شقيقه عبد الله فوديو وابنه محمد بلو. وحافظ على هذا الزخم والتحرك أيضًا أحدُ تلاميذ الشيخ عثمان فوديو، وهو الشــيخ أحمدُ بن محمد بن أبي بكر لبو الفلاني الذي قاد حركة جهادية في منطقة في العقد الثاني من القرن التاســع عشــر. ونجح في تأسيس إمبراطورية " ماســينا " وتعاقب عليها ثلاثة سلاطين هم أحمد لبو، وابنه " دينا " ، التي عرفت باسم " ماسينا " أو مملكة ماسنا جميع " دينا " . وقد عمت دولة ( (( أحمد الثاني، وحفيده أحمد الثالث (1) Nmah, P. E., & Amanambu, U. E., " 1804 Usman Dan Fodio’s jihad on inter-group relations in the contemporary Nigerian state " , Journal of Religion and Human Relations, (Vol. 9, No. 1, 2017), p. 47-71. (2) Hiskett, H., " The nineteenth-century jihads in West Africa " , In Fage, John Donnelly; Oliver, Roland Anthony (eds.). The Cambridge History of Africa (Volume 5, Cambridge University Press, 1976), pp. 125–169.

73

Made with FlippingBook Online newsletter