2020 العراق في أزمات متداخلة ومعقدة
وهو يعاني من أزمة مركبة، متعددة الأشكال، هي في 2020 دخل العراق العام ، لكن هذا العام شهد 2003 مجملها نتائج لما حصل خلال السنوات السابقة منذ العام متغيرات مهمة عززت من قوة هذه الأزمات ووضوحها وتأثيراتها. تتمحور أزمات العراق حول قضية مركزية هي ضعف الدولة، وعدم قدرتها على القيام بواجباتها الأساســية، في مقابل صعود وتنامي القوى المحلية الموازية المرتبطة غالبًــا بقــوى أجنبية، وظاهر هذه القوى أنها جزء من النظام السياســي والأمني، لكن بنياتها قامت على أساس استلاب إمكانات الدولة لصالح تعزيز قوتها ونفوذها السياسي والعســكري والاقتصادي، سواء في إطار التشــاحن والتنافس والصراع عبر الطوائف والأعراق، أو ضمن المكوّن الطائفي أو العِرقي الواحد. يقوم النظام السياســي العراقي على مبدأ الانتخاب المباشــر للسّــلطة التشريعية التي تختار الســلطة التنفيذية، لكن هذا النظام (الديمقراطي) ظل منذ إقرار الدســتور، ، ينتج نمطًا من سُــلطة أوليغارشــية، مكونة من قوى سياسية، ذات هويات 2005 عام طائفية وعرقية لجأت لاحتكار وتقاســم مصادر الثروة والســلطة، ومارست قدرًا كبيرًا من الزبائنية والفساد. ورغم أن هذه القوى تمثل الدولة، إلا أنها عملت باتجاه تدعيم نفســها على حســاب الدولة، ولذلك لم يشهد العراق خلال نحو عقد ونصف تطورًا فــي بنيته الاقتصادية والاجتماعية والخدمية، فيمــا تراجعت بانتظام قدرة الدولة على الإيفاء بمسؤولياتها التقليدية تجاه المجتمع، بمقابل توسع قوة وسلطة القوى السياسية جزءًا من (الحشد الشعبي) 2014 وعشرات الفصائل المسلحة التي أصبحت منذ العام التابع شــكً للدولة، ويســتفيد من مقدراتها وســلطاتها وشــرعيتها، لكنه ظل يعمل بأجندات زعاماته ومشغّليه الداخليين والخارجيين، على حساب هيبة الدولة ذاتها. ، 2019 بلغت هذه الأزمة المركبة حدّا ضاغطًا بشــدة في خريف العام الماضي، وكان ذلك وراء انطلاق احتجاجات شعبية واسعة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول
103
Made with FlippingBook Online newsletter