2020 عام الأزمات

ولا يبدو أن الحكومة العراقية بصدد القيام بأية خطوات فعالة لمواجهة تفشــي الوباء، وهي أصً لا تمتلك خيارات حقيقية لمواجهته بســبب المشــكلات الجسيمة التي يواجهها القطاع الصحي، بانتظار توافر اللقاح الذي بدأت بعض الدول باستخدامه فع ً. الأزمة العراقية وملامح المستقبل لا تتوافر معالم انفراج مستقبلي فيما يتصل بالأزمة في العراق، ولا يمكن توقع حتــى خارطــة طريق لذلك. هذه الأزمة بلغت من التعقيد ما يجعلها متشــابكة بحدة، فهي من ناحية مرتبطة برهانات وقوى داخلية تتناقض مصالحها وأجنداتها، حتى داخل الطائفة الواحدة، وهي ترتبط أيضًا بالحراك الشــعبي في بعض المحافظات الجنوبية، وكذلك في بغداد. هذا الحراك يخبو ثم يثور من جديد، لأن جميع أســبابه ما زالت قائمة، بل وتتعاظم، ســواء على الصعيد السياســي أو الاقتصــادي، ومن الممكن أن ، وقد يحظى 2021 يكون لهذا الحراك أثر مباشر في الانتخابات القادمة منتصف عام مرشــحون متوقعون من بين الناشطين، بحضور مهم في البرلمان القادم، على حساب مقاعد القوى السياســية الشــيعية التقليدية، أما القوى السياسية السنية والكردية، فليس متوقعًا أن تشهد متغيرات كبيرة في أحجامها وأدوارها. والمستقبل مرهون أيضًا، بالسياق الإقليمي والدولي، فربما يدفع فوز جو بايدن برئاســة الولايات المتحدة بفرص التفاهم مع إيران، وهو ما سينســحب على العراق بشــكل مباشر. خلال السنوات الأربعة الماضية، كان العراق ساحة لتصفية الحسابات والحــرب بالوكالة بين طهران وواشــنطن؛ الأمر الذي تســبّب بتعميق الخلل الأمني والفشل السياسي، وتعزيز ضعف الحكومة، بل وحتى عودة تنظيم الدولة للنشاط. وسيكون أمام المجتمع الدولي والإقليمي منع العراق من الإفلاس الاقتصادي، ومساعدته في محاربة الفساد، والتدخل بقوة لتعزيز قوة الدولة وهيبة القضاء. مثل هذه الخطوات لن تكون تدخً سلبيّا، بل عملية إنقاذ، ستخدم كامل منطقة الشرق الأوسط من تداعيات انهيار الدولة والجغرافية العراقية. غير أن ضمان حدّ أدنى من التفاؤل بعدم انجرار العراق نحو الفوضى والإفلاس، يتطلــب توفيــر بعض الإجراءات، مــن بينها على المدى القصيــر: إجراء الانتخابات المبكرة في موعدها، مع ضمان نزاهتها وشــموليتها والاتفاق الوطني على أنها خلت

109

Made with FlippingBook Online newsletter