2020 عام الأزمات

الأزمة السودانية احتمالات العودة إلى المربع الأول

مقدمة ما إن رفعت حكومة الرئيس الســوداني السابق، عمر حسن البشير، سعر الدقيق حتى توقفت مخابز الســودان عن إنتاجهــا، وتصاعدت حركة 2018 منتصــف ســنة بســبب 2018 ديســمبر/كانون الأول 19 الاحتجاج في الشــارع، وبلغت ذروتها في زيادة ســعر الخبز ثلاثة أضعاف في ظل أزمة اقتصادية وتدابير تقشــفية. بدأت الحركة بالاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم منذ السادس من أبريل/نيسان للمطالبة حتى يطيح 2019 بتغيير النظام السياسي، ولن نصل إلى الحادي عشر من أبريل/نيسان الجيش تحت ضغط احتجاجات الشارع بالرئيس البشير الذي امتد حكمه ثلاثة عقود. لم يتوقف المحتجون عن الاعتصام لما تولى مجلس عسكري الحكم، بل طالبوا بنقل السلطة إلى المدنيين. وقد بدأت المفاوضات بين المجلس العسكري وبين قادة ، وظل التدافع والمد والجزر سمة ذلك التفاوض، 2019 مايو/أيار 20 الاحتجاج منذ من نفس 29 و 28 ووصــل الأمــر إلى إعلان الشــارع المحتــج إضرابًا عامّا، يومــي الشــهر مايو/أيار، في جميع أنحاء البلاد للضغط على المجلس العســكري، وتزامن ذلك مع ســفر رئيس المجلس العســكري الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى مصر والســعودية والإمارات بحثًا عن الدعم والمســاندة، وفعً أعلنت السعودية والإمارات عن مســاعدة مشتركة بقيمة ثلاثة مليارات دولار للسودان، وظل نفوذ هذه الدول الثلاثة حاضرًا في الســودان حتى الآن. ولم تســلم العلاقة بين الشارع المحتج والمجلس العسكري من عنف؛ حيث تم فضّ اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة ، وقُتل ما يزيد على مئة 2019 يونيو/حزيران 3 للقوات المســلحة في الخرطوم، يوم شــخص، تورط في مقتلهم ضباط وجنود، حســب لجنة تحقيق شكّلها قادة المجلس العســكري، بينما اتهم المحتجون قواتِ الدعم الســريع التابعة لمحمد حمدان دقلو، الملقب حميدتي، بالضلوع في تلك التجاوزات.

111

Made with FlippingBook Online newsletter