مفاصل القوة في الجيش الســوداني، وبالتالي هناك ضرورة لتصفية الجيش من القوى الإسلامية. ولا يخفى أن المجلس العسكري الانتقالي، وهو الواجهة السياسية للبلاد، يأخــذ فيه قائد قوات الدعم الســريع، حميدتي، المكانة الثانيــة ويؤثّر تأثيرًا مهمّا في مجريات الأحداث. ويبقى مصير حميدتي المرتبط بهذه القوة أهم الأسئلة المطروحة على مستقبل الثورة السودانية؛ ذلك أن دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني يعني فقدان حميدتي لورقته الرابحة وبالتالي إزاحته من واجهة المشهد السياسي. ثانيًا: ملف المصالحة الوطنية مــن أبــرز الملفات المطروحة علــى حكومة عبد الله آدم حمــدوك وبرنامجها الانتقالــي تحقيــق التوافق والمصالحة الوطنية؛ ذلك أن عــدم تحقيق هذه المصالحة سيعني عودة البلاد إلى مربع المواجهات وبالتالي استمرار الأزمة بتداعياتها الخطيرة. وتشــير المعطيات السياسية الحالية إلى عدم استعداد الأطراف المسيطرة على السلطة حتى اللحظة لاســتيعاب بقية المكونات السياســية والفكرية؛ وهو ما يعني أن تحقيق شراكة وطنية ومصالحة اجتماعية أمر ما زال بعيد المنال. ونعني بالمكونات السياسية والفكرية القوى السياســية الخارجة عن ميثاق الحرية والتغيير، ســواء ما اجتمع تحت عنوان تنسيقية القوى الوطنية، أو مع حزب المؤتمر الوطني ودولته العميقة. يضاف إلى ذلك أن مواقف الأطراف الإقليمية المؤثّرة في المشــهد الســوداني ليســت متحمســة لهذه المصالحة الداخلية، وهو ما ســيعقّد عمل حكومة عبد الله حمدوك ويضع العراقيل دون تحقيق أي إنجاز من شــأنه تحقيق المصالحة المطلوبة. ويبقى مطلب تعزيز الشــراكة وتجنب الإقصاء والاجتثاث، والسعي بسرعة إلى إجراء انتخابات عامة تحقق الشــرعية الديمقراطية أساسيّا لمن سيتولى السلطة، لأنه مطالَب بترسيخ المسار الديمقراطي وتحقيق التداول السلمي للسلطة، وتوسيع مساحة الحريات وتحقيق قواعد الإدارة الســليمة والشــفافية والحوكمة الرشيدة، وكل ذلك بات تحديًا بارزًا ومؤثرًا في حلحلة الأزمة السودانية. ثالثًا: الستقرار الأمني يطرح الاستقرار الأمني والمحافظة على وحدة الأراضي السودانية ثابتًا من ثوابت الحالة الســودانية الذي طالما شــكّل أكبر تحدّ لجميع الأنظمة الســودانية، وقد ورث
116
Made with FlippingBook Online newsletter