2020 عام الأزمات

. " صفقة القرن " إياه موازين القوى والتي تجلّى بعضها في خيارات الأطراف ومقاربات الدولة المعنية

يواجه الفلسطينيون تحديات يفرضها الصراع مع إسرائيل أو عملية السلام، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، يمثّل الانقسام الداخلي تحديًا آخر يؤرّق الفلسطينيين. كما أن مواقف بقية الأطراف المعنية بعملية السلام تشهد تغيرات متلاحقة، لاسيما الجانب الإسرائيلي والراعي الأميركي وكذلك الحاضن العربي (للفلسطينيين)، أما الأوروبيون فبقيت مواقفهم على حالها نسبيّا. خلقت صفقة القرن لحظة من الإجماع على خيار الدولتين كمقابل الفلسطينيون: على الأقل، ولو من منظورين مختلفين. فحماس حسمت أمرها في " الصفقة " لرفض ) أن تتبنى ما تأتي به أوســلو من ثمــار باعتبارها جزءًا من 2017 وثيقتهــا الجديــدة ( ، أي قبلت بحل الدولتين من باب التكتيك، وهو أدنى " صيغة توافقية وطنية مشتركة " ما يمكن أن تقبل به. في حين رأت السلطة الفلسطينية وفريقها في صفقة القرن إلغاء لحل الدولتين وبالتالي إلغاء للســلطة نفسها، لأنها جاءت نتيجة لهذه الصيغة بوصفها حّ نهائيّا للصراع الفلسطيني-الإســرائيلي. وفتح هذا الإجماع الباب أمام اســتئناف جهود المصالحة بين حماس والســلطة الفلســطينية وفريقها وإن لم يصل إلى منتهاه بعد. ولكن ما أن كشفت الانتخابات الأميركية عن فوز جو بايدن الديمقراطي بالرئاسة الأميركية حتى بادرت الســلطة الفلســطينية إلى إعادة فتح قنوات التعاون الأمني مع )؛ ما يشي بأن خيارات الفلسطينيين، المختلفة 2020 إســرائيل (نوفمبر/تشرين الثاني والمتناقضة أحيانًا، إزاء عملية الســ م والمســتقبل قد تبقى على حالها بالجملة، ولو شــهدت بعض التحولات، وأن كل طرف يحاول التأقلم مع الأوضاع السياســية التي تستجد مع المحافظة على مواقفه المبدئية من عملية السلام أو مما يريده منها. بالنســبة للسلطة، فإنها تأمل مع بايدن، المتمسك بحل الدولتين، إعادة استدراك بعض ما خســرته إبّان إدارة ترامب بســبب رفضها لصفقة القرن. فهذا الأخير اعترف )، ونقل الســفارة الأميركية 2017 بالقدس عاصمة لإســرائيل (ديســمبر/كانون الأول )، وأوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين 2018 إليها (مايو/أيار )، وأغلق مكتب منظمة 2018 الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) (أغسطس/آب )، وضغط على الدول العربية للحؤول دون 2018 التحرير في واشنطن (سبتمبر/أيلول

25

Made with FlippingBook Online newsletter