وجرت عدة محاولات بوساطة كويتية ودعم أميركي، عقب اندلاع الأزمة بفترة وجيزة، لتســوية الأزمة. حاول وزير الخارجية الأميركي السابق، ريكس تيلرسون، تسويتها ثم اضطر إلى الاســتقالة، لأن جاريد كوشــنر، صهر ترامب وكبير مستشــاريه، كان يدير دبلوماسية موازية تحبط مساعيه، وقد اعتبرت جهات إماراتية أن استقالة تيلرسون تتويج لمساعي بلادهم. حاول المبعوث الأميركي للأزمة الخليجية، أنتوني زيني، أيضًا لكنه أخفق واستقال. يلاحظ أثناء ذلك، أن الخط الذي يحدث فيه تطور نحو تسوية الأزمة، رغم انتكاســاته المتكررة، هو بين السعودية وقطر. تحادث ولي العهد السعودي، ابن ســلمان، وأمير قطر، تميم، هاتفيّا. وشــارك رئيس الوزراء القطري، عبد الله بن ناصر آل ثاني، في قمة مكة للقادة الخليجيين، وتلقّاه الملك سلمان بالترحاب والحفاوة، في . حصلت بعدها محاولات أخرى للتقارب بين البلدين ثم 2019 ديسمبر/كانون الأول توقفت. يجري حاليّا مسعى جاد، دشّنه كوشنر بزيارة للرياض والدوحة، وبتنسيق مع القيادة الكويتية، أعلن بعدها وزير خارجية الكويت، أحمد ناصر الصباح، عن حدوث انفراجة في الأزمة الخليجية. توالت بعدها الإشــارات إلى أن انعقاد القمة الخليجية بالســعودية بعد نقلها من البحرين، وتأجيلها إلى بداية يناير/كانون الثاني، مؤشر على أن الأزمة تتجه نحو التسوية، خاصة بين السعودية وقطر. اتجاهات التقارب ثلاثة اتجاهات رئيسية تدفع نحو تسوية الأزمة: فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية، والتباعد الجاري بين السعودية والإمارات، واتجاه دول الخليج مجتمعة إلى التهدئة مع إيران. انتقد بايدن ســلوك الســعودية وســلوك ولي العهد، محمد بن ســلمان، وتوعد بمحاســبته على مقتل خاشقجي، والضغط على الســعودية لوقف الحرب في اليمن، وهــدّد بحرمانها من الأســلحة. يُستشــف مــن ذلك أن بايدن يعتبر الســعودية عامل اضطــراب فــي المنطقة. وهي الصفــة التي كانت دول الحصار تريــد إلصاقها بقطر، فانقلبــت الصفــة على أصحابها. لا يخدم ذلك ولــي العهد ولا المملكة. لذلك، من المتوقع أن يتخذ ابن ســلمان خطوات تعطي انطباعًا لدى بايدن، بأنه عامل اســتقرار، بالحرص على تسوية الأزمة الخليجية، لأن ذلك ييسر على الولايات المتحدة التنسيق العسكري بين حلفائها؛ إذ يتعذر على القيادة المركزية الأميركية الموجودة بقطر القيام
34
Made with FlippingBook Online newsletter