ويرتكز السيناريو المتشائم على نقطة أساسية تقول بأن حل مشكلة العلاقة بين البلدين لا يمكن أن يحصل إلا بحدوث تحول جذري، إما في شكل النظام السياسي لإيران أو توجهات الولايات المتحدة تجاه إيران وقبولها بالجمهورية الإسلامية ضمن طروحاتها القائمة. ولذلك، ســتبقى معضلة العلاقة قائمة. أما الســيناريو المتفائل بحذر فيرى أن قد حدث وكان إنجازًا دبلوماســيّا غير مســبوق في تاريخ 2015 الاتفاق النووي في العلاقة، ولم تكن المشــكلات تختلف عن طبيعة المشــكلات القائمة اليوم، ولذلك فإن إمكانية تكرار ذلك قائمة، لكنها تحتاج إلى عمل دبلوماسي مضن، وتنازلات من قبل الجانبين. ترتبط مســألة التفاوض بشــكل كبير بمدى استشــعار الطبقة الحاكمة في إيران بوجــود خطــر يهدد بنيــة النظام. والجــواب على ذلك يجعلنا نتحفظ على إســقاط الاحتمال التفاوضي بشكل كامل. في المحصلة، من الصعب الحديث عن اتفاق شامل يحل جميع مشــكلات العلاقة، لكن اتفاقًا جزئيّا أو مجموعة اتفاقات جزئية هي أمر ممكن جدّا بالنظر إلى تاريخ العلاقة بين البلدين، وإلى الظروف الإقليمية التي تمر بها منطقة الخليج، والشرق الأوسط بشكل عام.
40
Made with FlippingBook Online newsletter