2020 عام الأزمات

محاور جيواقتصادية ، وُلِدت في الجانب اليوناني فكرة مشــروع بالغ الطموح لمدّ أنبوب 2018 في غــاز، يبدأ من الحقول الإســرائيلية البحرية، ليمر بجزيرتــي قبرص وكريت، وصو لإيطاليــا، بهدف ضخّ الغاز لدول جنوب أوروبا. مصر، التي كانت تأمل هي الأخرى فــي التحــول لمركز إقليمي لتصدير الغاز، والتي تربطهــا بتركيا علاقات بالغة التوتر، سارعت هي الأخرى للانضمام للمباحثات حول أنبوب الغاز المتوسطي. المشــكلة في مشــروع الأنبوب لا تتعلق فقط بالتقديرات حول تكلفته الهائلة، التي لا يعرف أي من أطراف المشــروع كيف ومن أين ســيتم تمويله، ولكن أيضًا أن الســوق الأوروبية لا تحتاج إمدادات غاز منتظمة إضافة للخط التركي، الذي يوشــك على الاكتمال ويحمل الغاز الروســي والأذربيجاني. ونظرًا لأن العالم، بما في ذلك أوروبا، يتجه لتعزيز مصادر الطاقة البديلة والدائمة، فليس من المتوقع أن يزداد الطلب الأوروبي على النفط والغاز في المســتقبل بصورة تفوق الإمدادات المتوقعة من خط الغاز التركي. مهمــا كان الأمــر، ولأن علاقــات عدائية مع تركيا تجمع الدول المشــاركة في المفاوضات حول أنبوب المتوسط، فقد سارعت هذه الدول إلى تشكيل منتدى خاص بها، عُرف باسم منتدى شرق المتوسط. أُعلن عن المنتدى في القاهرة، في يناير/كانون ، وضمّ كً من مصر، واليونان، وقبرص، وإسرائيل، وإيطاليا، بينما دُعيت 2019 الثاني إليه الأردن والسلطة الفلسطينية بصفة مراقب. ودعت مصر، في ديسمبر/كانون الأول ، فرنســا والإمارات للانضمام للمنتدى، الأولــى بعضوية كاملة والثانية كعضو 2020 مراقــب. وبخلاف إيطاليا، التي كان واضحًــا ترددها في الاصطفاف مع الآخرين في مشروع معاد لأنقرة، لم يكن خافيًا أن منتدى شرق المتوسط قُصد به تأسيس تحالف مناهض لتركيا، بغضّ النظر عن جدوى مشــروع خط أنابيب الغاز المتوســطي. وربما كان إطلاق منتدى شرق المتوسط بصورته الإقصائية ما دفع تركيا للإسراع في التحرك نحو توقيع اتفاق ترسيم الحدود مع ليبيا في نهاية العام نفسه. النفور من الحرب حلفاء اليونان في إسرائيل ومصر لم يُظهروا استعدادًا لخوض مواجهة مسلحة مع

43

Made with FlippingBook Online newsletter