2020 عام الأزمات

تركيا، لجأت أثينا لواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي. اتخذت إدارة ترامب موقفًا أقرب إلى الحياد، داعية الطرفين للتفاوض لحل المشاكل العالقة. في أوروبا، وجدت اليونان دعمًا صريحًا من فرنسا؛ أما ألمانيا، صاحبة الثقل الرئيسي في الاتحاد الأوروبي، فقد صبّت جهدها في مســعى للوساطة والعمل على بدء مفاوضات مباشرة بين الدولتين. بعد اتصال من المستشــارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وفي خطوة لإظهار حُســن النية والرغبة في نزع فتيل الصدام، أعلنت أنقرة تعليق عمليات التنقيب في المنطقة المتنازع عليها غربي قبرص. كان المفتــرض أن تبــدأ المفاوضات التركية-اليونانية بالفعل، عندما أعلنت أثينا عن التوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية مع مصر، وهو ما أثار رد فعل تركيّا غاضبًا، وإعلان أنقرة التراجع عن تعليق التنقيب في جوار كريت. هاجمت تركيا الخطوة اليونانية، واعتبرتها غير ذات أثر على الوضع شرق المتوسط، وتعبيرًا عن سوء نوايــا اليونان. ولكن اللافت أن المســؤولين الأتراك الذيــن تناولوا الاتفاق اليوناني- المصري استهدفوا اليونان فقط، وتجاهلوا مصر. لم تُنشر خارطة رسمية للاتفاق المصري-اليوناني بعد، ولكن يبدو أن المصريين زوّدوا الأتراك بخارطة الاتفاق حتى قبل أن يُصدّق البرلمان اليوناني عليه. طبقًا لرسالة أغســطس/آب، قدّمت 21 منــدوب تركيا في الأمم المتحدة، الموجّهة للأمين العام، اليونــان تنــازً جوهريًا عندما قبلت رســم حدودها البحريــة الاقتصادية مع الجانب المصــري بداية من الســاحل اليوناني الرئيســي، وليس جزيرة كريــت، وأن الاتفاق لــم يمنــح كريت جرفًا قاريًا ولكن مجرد ميــاه إقليمية محدودة. بذلك، يقدم الاتفاق اليوناني-المصري دعمًا مباشــرًا للموقف التركي في النزاع مع اليونان حول الحدود البحرية الاقتصادية لكل منهما، في المتوسط وفي إيجة، على السواء. ثمة مؤشــرات متزايدة على تهدئة في العلاقات التركية-المصرية، لم تتضح في الاتفاق اليوناني-المصري وحســب، ولكن في ليبيا أيضًا. وقد انعكســت هذه التهدئة على ابتعاد مصر عن المشاركة في المناورات اليونانية في المتوسط في الأسبوع الأخير من أغسطس/آب؛ التي عكست إلى حدّ كبير تقلص الدول الداعمة لليونان. ابتعدت إســرائيل، أيضًا، عن المشاركة في المناورات اليونانية، ربما لأن الإسرائيليين يدركون قوة الموقف التركي، وأنهم سيضطرون في النهاية للتفاوض مع أنقرة لتأمين ممر عبر المنطقة التركية الاقتصادية. إضافة إلى اليونان، شارك في هذه المناورات قوات بحرية

44

Made with FlippingBook Online newsletter