2020 عام الأزمات

من كل من قبرص اليونانية، وإيطاليا، وفرنسا، وطائرات إماراتية. مشــاركة قبــرص اليونانية فــي المناورات هي أمر طبيعــي ومتوقع، كونها دولة تحت حماية يونانية فعلية. ولكن مشاركة فرنسا والإمارات هي التطور الأهم. تتواجه الإمــارات وتركيــا في حرب غير معلنة في ليبيــا، وفي الحصار المفروض على قطر، ليــس ثمة مقارنة ممكنة بين وزني تركيــا والإمارات ومقدّراتهما، ولكن الواضح منذ اندلاع الثورات العربية أن الحاكم الفعلي للإمارات، محمد بن زايد، يرغب في لعب دور نشــط في الخليج والشــرق الأوســط، ويعتقد أن علاقاته الأميركية والإسرائيلية كفيلــة بتوفير مظلــة حماية لأدواره الإقليمية. ولكن قطْع ابن زايد مســافة بعيدة عن بلــده للوقــوف مع اليونان في مواجهة تركيا لابد أن يُنظــر إليه باعتباره خطوة رمزية لمحاولة القول بأن الإمارات قادرة على إحداث فرق في التحالف المناهض للأتراك. بغير ذلك، فمن المستبعد أن تقرر الإمارات خوض حرب فعلية ضد تركيا، سواء في تحالف مع اليونان أو غيرها. فرنسا هي المعضلة التي يبدو أن من الصعب على الأتراك حلها. فمنذ سنوات، سيما بعد تولي إيمانويل ماكرون الرئاسة، تتخذ باريس مواقف عدائية صريحة ضد أنقرة في سوريا، وليبيا، وإفريقيا الغربية، وأخيرًا في شرق المتوسط. تنظر فرنسا، التي تسعى لتوسيع نفوذها بالمنطقة، وتعمل على توكيد دورها باعتبارها القوة الأوروبية الرئيسية في حوض المتوســط، بقلق إلى اتســاع تحرك تركيا الإقليمي. وكما لم تُخْف باريس دعمهــا للــواء حفتر، في ليبيا، آملة بأن يفضي انتصاره إلى تعزيز النفوذ الفرنســي في ليبيا والمتوسط، تحركت بصورة تصادمية لدعم الموقف اليوناني ومحاولة إقناع تركيا بــأن ميــزان القوى لا يصب لصالحها وأن عليها الانصياع للمطالب اليونانية باعتبارها مطالب أوروبية. وكان المدهش أن يتحدث الرئيس الفرنسي، في تعليقه على مشاركة . " رَسْم خط أحمر لتركيا " بلاده في المناورات اليونانية، بلغة ردّ المسؤولون الأتراك على ماكرون بشيء من الاستخفاف والسخرية. أما الرئيس جديدة في شــرق " ســيفر " التركي فكان واضحًا في توكيده على أن بلاده لن تقبل بـ المتوسط، بمعنى أن أية مفاوضات حول الوضع في المتوسط لابد أن تكون ثنائية، وأن تقتصر على تركيا واليونان، وأن أنقرة لن تقبل دورًا فرنسيّا، أو ألمانيّا، أو أوروبيًا، أكثر من الوســاطة. الأوروبيون، يقول الأتراك، ليســوا شركاء في شرق المتوسط. من جهة أخرى، اتخذت روســيا، التي تنظر بقلق إلى تصاعد الدور التركي في شرق المتوسط

45

Made with FlippingBook Online newsletter