2020 عام الأزمات

. ومن المرجح أن الحلف في عهد " موت دماغي " جعلتــه يعلن أن الحلف أُصيــب بـ بايدن ســيتزايد دوره في النزاع، ويواصل ســعيه إلى تهدئته والتوفيق بين أطرافه، حتى يظل متماسكًا، وقادرًا على التصدي للتوسع الروسي في شرق المتوسط وشرق أوروبا. يصعب كذلك على فرنسا واليونان وقبرص، إقناع أوروبا بفرض عقوبة اقتصادية شــديدة على تركيا، لأن ألمانيا ودول شــرق أوروبا تعارض هــذا التوجه، لاعتبارين رئيسيين: الاعتبار الأول، هو حاجتهم إلى تركيا لتكون موازنًا لروسيا في شرق أوروبا، والثاني هو حاجتهم إلى تحكم تركيا في تدفق اللاجئين المتجهين من الشرق الأوسط، خاصة ســوريا إلى أوروبا. علاوة على أن إيطاليا ترفض الاصطفاف في النزاع لأنها تحتاج تركيا في تنافسها مع فرنسا في ليبيا. الاتجاه الرابع: ســتعود بريطانيا بعد البريكســيت إلى تقاليدها الأساســية، وهي البحث عن قوى محيطة بالقوى الأوروبية القارية، ألمانيا وفرنســا، لتكون موازنًا لها. وستعتمد في ذلك على قوتين: تركيا من الناحية الشرقية للقارة الأوروبية، والولايات المتحــدة مــن الناحية الغربية. ولم يبق لبريطانيا من منبر كي تشــكّل هذا المحور إلا الحلف الأطلسي. لذلك، ستقوّي حضورها فيه، وتعزّز تعاونها مع الولايات المتحدة وتركيــا لإضعاف الثنائي الفرنســي الألماني، فتضعف أهميــة الاتحاد الأوروبي أكثر في النزاع الدائر بشــرق المتوســط ويزداد تشظيًا، ولن تستطيع فرنسا الاستعانة به في الضغط على تركيا. سيدفع البريكسيت بريطانيا إلى تنشيط التعاون الاقتصادي مع تركيا لتعويض النقص الناتج عن فقدان الميزات التي كان توفرها عضويتها السابقة بالاتحاد الأوروبي. ســيلقى هذا ترحيبًا من تركيا التي تريد أيضًا إيجاد بدائل تعوّض الخســارة الاقتصادية التي قد تلحق بها من أية عقوبات أوروبية. موقع تركيا التفاوضي ســيتعزز العام القادم، لأن دور الحلف الأطلسي سيتعزز، أما موقع اليونان وقبرص وفرنسا فسيضعف، لأن الاتحاد الأوروبي سيتراجع دوره في النزاع وســيزداد تشظيًا. لكن من حيث مجمل النزاع، فإن ازياد دور الحلف الأطلسي ســيقلّل من احتمالات الصدام، وســيدفع الأطراف إلى التوصل إلى تســوية تراعي المصالح المتنازعة.

47

Made with FlippingBook Online newsletter