2020 عام الأزمات

" ويبدو أن البديل التفاوضي قد يشهد حالة من الإفراغ من المضمون، أو التوقف بعد الإعلان السوداني أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، تعليق المشاركة لغرض " المؤقت إعطاء فرصة للخبراء الأفارقة لوضع تصور شــامل للقضايا الخلافية. يتزامن هذا مع الاضطرابــات الداخليــة في إثيوبيا، فرغم توقف المعارك فــي إقليم التيغراي، إلا أن الاضطرابات العرقية لم تنته في البلاد، في ظل عدم إجراء الانتخابات وتردي الأوضاع الاقتصادية، ومن ثم قد تكون هذه الاضطرابات، ذرائع تستخدمها أديس أبابا لتبرير عدم المشاركة في المفاوضات، كما كان يحدث من قبل. تدرك إثيوبيا أن الوقت لصالحها، لذلك فأي تأخير سيعطيها فرصًا إضافية لفرض أمــر واقع جديــد، ولذلك ليس من المتوقع أن تتأخر عملية الملء الثاني للســد عن ، كما يُنظَر إلى أن رئاســة جنوب 2021 موعدها المحدد في أغســطس/آب من العام ، قد تضع صعوبات أمام تدخل 2020 إفريقيا لمجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول المجلس لحلحلة الوضع، ناهيك عن أن رحيل ترامب، ووصول بايدن للبيت الأبيض، قد لا يكون في صالح مصر، خاصة في ظل توقعات بعدم رغبة بايدن في الضغط على إثيوبيا سواء لاعتبارها حليفًا استراتيجيّا في شرق إفريقيا، أو لاعتبارات تتعلق باللوبي الإثيوبي في الولايات المتحدة الذي كان أعلن تأييد بايدن في الانتخابات. وربما يتوقع أن يقوم الرئيس الأميركي المقبل، بتخفيف القيود التي كان ترامب فرضها على أديس أبابا، يضاف إلى ذلك وجود حالة من التباعد بين الموقف المصري والسوداني، رغم محاولات التقارب الأخيرة بينهما، هذا التباعد ظهر خصوصًا في رفض السودان التوقيع ، ثم رفضه المشــاركة في المفاوضات 2020 على اتفاقية واشــنطن في فبراير/شــباط الأخيرة.

53

Made with FlippingBook Online newsletter