أو ً، قوى المعارضة: حتى الآن، لا تزال مشتتة سواء في منصاتها السياسية أو ما تبقّى من قواها العسكرية، وهي موزعة على الأغلب بين القوى الداعمة. ولكن في هذه المرحلة، تبدو هيئة تحرير الشام الكيان العسكري الأكثر استقرارًا في الشمال، وقسد في شرق الفرات. إلا أن الأول محكوم بالتفاهم مع تركيا وهذه الأخيرة لديها كيانات عســكرية أخرى حليفة على حدودها وفي إدلب نفســها، في حين يعتمد الثاني على الدعم الأميركي إلى حدّ بعيد. وسياســيّا، رغم استمرار هيئة التفاوض السورية، كأبرز الكيانات الممثّلة لفصائل المعارضة والمعترف بها دوليّا، إلا أنها تكاد تصبح منعدمة الوزن بســبب الخلافات بين أطرافها وكذا الخلافات بين الدول الداعمة للمعارضة، وهــي غير قــادرة على القيام بواجبها دون إعادة اللّحمــة إليها ودون دعم إقليمي أو دولي واضح. ثانيًا، النظام السوري: من الناحية العسكرية رغم تماسك مؤسسته العسكرية حتى اللحظة، إلا أنه أصبح أشبه بائتلاف بين ميليشيات محلية موالية وأخرى خارجية حليفة، لاسيما تلك الموالية لإيران أو التي تحظى بإشراف ورعاية روسيا. وسياسيّا، فإن النظام حريص على استمراره بقيادة بشار الأسد ويعمل على ذلك، وتصدرت زوجته إعلاميّا وكأنها مرشح محتمل للرئاسة، لكن النظام يدرك أن المسار السياسي قد لا يقود إلى أيّ من هاتين النتيجتين، وبنفس الوقت يجد نفسه موزعًا بين حليفين تختلف، وربما تتناقض، أجندتهما أحيانًا، أي الحليفين: الإيراني والروسي. ثالثًا، روسيا: تعتبر روسيا الطرف الدولي الأقوى في سوريا، طرحت إعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين، دون ربط هذه الملفات أو ما يشبهها بمسار الحل السياسي. ورغم كل مقررات جنيف وسوتشــي المتعلقة بالمرحلة الانتقالية واللجنة الدســتورية كمقدمة للانتخابات، فإن النظام السوري وبدعم روسي، يلتزم بالاستحقاقات الداخلية وفق أجندته الخاصة وبمعزل عن الصراع والأزمة، ومن ذلك مثً تأكيده على موعد . 2021 الانتخابات الرئاسية عام رابعًا، أميركا (وإســرائيل): رغم دور واشــنطن الرئيسي في إطلاق مسار جنيف إلــى جانــب الأوروبيين، إلا أنها حتى اللحظة ليس لديها رؤية محددة لمقاربة الأزمة الســورية كأزمة قائمة بذاتها، ولكن سلوكها يتمحور حول: الالتزام بمحاربة الإرهاب لاسيما تنظيم الدولة، واستمرار وجودها العسكري في شرق الفرات واستمرار دعمها ، ومنع القوى الأخرى من التفرد بالقرارات في الشأن السوري، ومراعاة أمن " قسد " لـ
75
Made with FlippingBook Online newsletter