مؤشرات على المستقبل هناك أربع قضايا أو عوامل تؤثر على الأزمة الســورية، وســتحدد وجهتها مسار هذه الأزمة: هل الاستمرار في المراوحة مكانها، أم مزيد من التدهور، أم التوجه نحو تسوية ما؟ أو ً، الظروف الدولية والإقليمية: هناك إجماع معلن لدى كل الأطراف المعنية بالشأن السوري أن الحل لن يكون إلا سياسيّا في نهاية المطاف، ولكن هذا بالضرورة يتطلب توافقًا روسيّا-أميركيّا ليكون طريقه أسهل، وينعكس تلقائيّا على توازنات القوى الإقليمية والمحلية في الأزمة الســورية، في حين أن الخلافات ســتجعل الســبيل إلى ذلك صعبة جدّا. إن الظروف الدولية والإقليمية قد تتغير بمجيء جو بايدن إلى البيت الأبيــض ولا ضمانــات أنها لمصلحة حل الأزمة بالضــرورة. ومن الواضح أن هناك ملفات على صلة بالقضية السورية وهي جزء من أزمات الإقليم، مثل الاتفاق النووي الإيراني وما يلحق به (نفوذ إيران وصواريخها الباليستية)، والصراع العربي-الإسرائيلي، والكشوفات الجديدة عن مصادر الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وما إلى ذلك، كلها وما يشبهها تشكّل تحدياتٍ ما لأية مقاربة لحل الأزمة السورية. ثانيًا، إعادة تشكيل قوى المعارضة والنظام: رغم أن الجمود السياسي هو السائد، إلا أن المواجهات والتصعيد العســكري بين مختلف الأطراف مســتمر من حين إلى آخر، لأن الجميع يدرك أن الســبيل إلى طاولة مفاوضات جادة لإيجاد الحل، لن تتم دون تذليل عقبات أمامها أو تهذيب الأطراف لتقبل بها؛ وهو ما يفتح الباب أمام القوى الخارجية التي تملك زمام المبادرة، لممارسة الضغوط خاصة على الأطراف المحلية أو مواجهتها، ســواء الصديقة أو المعادية، إما لإقناعها أو لإخضاعها وحتى هزيمتها، للوصــول إلــى تلك الطاولة أو بما يتــ ءم مع النتائج المتوخاة منها. ما يعني مثً أن هيئة تحرير الشام أو قسد ستكون في مواجهة إعادة التشكل وكذلك منصات المعارضة السياسية وربما نشأة أخرى جديدة، فضً عن النظام نفسه أو قسد. ثالثًا، المســار التفاوضي: ورغم تشــعبه، فإن الســ ل الأربع التي جاءت نتيجة ، يمكن اعتمادها كأحد أهم المؤشــرات 2017 مارس/آذار 3 ، 4 مفاوضــات جنيــف على الاتجاه الذي ستســلكه الأزمة السورية في مسارها التفاوضي. هذه السلال هي: الحكم غير الطائفي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب. وكثير من التطورات
77
Made with FlippingBook Online newsletter