2020 عام الأزمات

جولاته، وبعضها تشرف عليه الأمم المتحدة والبعض بمبادرة من دول إقليمية، وكأن كل دولة تجرب حظها لتؤكد على دورها الحاضر والمستقبلي في ليبيا، والواضح أن أغلــب هــذه اللقاءات كان فيما يبدو تعبيرًا عن محاولة لكســب النقاط من كل طرف أكثر منه نوايا للتجاوز، بالإضافة إلى عجز الأطراف المســتضيفة عن الضغط أو عن تقديم تصورات واقعية للحل. إن هذه المؤتمرات، رغم محدودية نتائجها، قد عبّرت دائمًا عن ســعي مختلف الأطراف السياسية الليبية للتموضع في المشهد السياسي القادم الذي قد تسفر عنه هذه اللقاءات المتكررة، هذا فضً عن انعدام الثقة بين بعض الأطراف والرؤية الخاصة لكل طرف تجاه الطرف الآخر: فمثً صورة حفتر في الغرب الليبي أنه عســكري انقلابي، ويرى حفتر وأنصاره أن الحكومة الشرعية حكومة ميليشيات، وهذا ما كرّس عدم الثقة، وانعدام أرضية مشتركة. كما تصر أطراف الأزمة الليبية على عدم توسيع المشاركة في الحوارات السياسية؛ مما يجعل أزمة التمثيل قائمة في أي حوار سياسي، فمثً هناك تيارات ترى أن الدســتور هو النقطة التي يجب أن تنطلق منها الجلســات الحوارية، وهناك من يرفض الشــخصيات السياسية الحالية، وهكذا. ما يطرح إلى جانب مشكل انعدام الثقة مشكً ثانيًا وهو التمثيل وما يعنيه من شرعية ويعتبر الخلاف حوله سبي لمزيد من التفرق والتشرذم. ومع تطور الأزمة الليبية، ازداد تأثير ونفوذ الأطراف الإقليمية والدولية حتى صار المشــهد أقرب لحرب باردة أو حرب بالوكالة منه إلى أزمة ليبية-ليبية؛ حيث يســتمر الدعم العســكري لكل جانب، وهو دعم ينضاف إليه اســتجلاب مرتزقة قوات فاغنر ومســلحي الجنجويد. ويأتي الإعلام الليبي والإعلام الإقليمي والدولي ليعمّق الأزمة عبر حملات التنابز بالألقاب والتوصيف بالإرهاب وبالخيانة والعمالة. وإذا كان الحوار الذي جرى بالمغرب وخصوصًا مســار بوزنيقة بمختلف جولاته قد ركّز على مســألة من الاتفاق السياسي، فإن هذا السياق قد يؤدي 15 المناصب السيادية بوصفها المادة إلى تكريس المحاصصة حول المناصب وتوزيع عوائد النفط بين الأقاليم الثلاثة وغير ذلك مما قد يؤول إلى تشكيل أقطاب مناطقية على حساب الدولة المركزية.

92

Made with FlippingBook Online newsletter