2020 عام الأزمات

؟ 2021 إلى أين تتجه أزمة الليبية في العام نتيجة 2020 توقفت المواجهات العســكرية في ليبيا في الربع الأخير من ســنة توازن القوة الذي تَشَــكّل بعد سيطرة جيش حكومة الوفاق على أغلب مناطق الغرب الليبي، في المقابل، أعلنت روسيا ومصر اعتراضهما على تقدم قوات حكومة الوفاق نحو خط ســرت/الجفرة. ومنذ حصول هذا التوازن، تراجع خيار الحســم العسكري للصراع الليبي، وأصبحت خطوط التّماس الحالية تتجه إلى تشــكيل حاجز لا يمكن تجاوزه بين المتنافسيْن في الغرب والشرق. ومن الواضح أن هناك توافقًا إقليميّا ودوليّا على صياغة الواجهة السياسية الحاكمة فــي ليبيــا صياغة جديدة وهــو ما قد ينتج عنه تعديل قواعــد اللعبة التي نجمت عن اتفاق الصخيرات. فالتوجه الإقليمي والدولي يسير نحو تبديل الوجوه التي كانت تقود الصراع أو جعلها في الصفوف الثانية أو الثالثة، سواء تعلق الأمر بعقيلة صالح أو فايز السراج أو خليفة حفتر. وفي هذا الســياق، يجري الحديث، في موســكو والقاهرة بشــكل خاص، عن عودة رموز نظام العقيد القذافي للمشــهد السياســي الليبي، خصوصًا في منطقة سرت التي توجد فيها قبيلة القذاذفة. فقد تحدث الإعلام عن ترشيح سيف الإسلام القذافي للرئاســة، كما تحدث عن إمكانية تقديم أنصار النظام الســابق بديً عن الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب. وبخصوص ملف النفط، الذي يعتبر ثابتًا أساسيّا في الاهتمام الإقليمي والدولي بليبيا، فهناك ضغوط أميركية لاستئناف تصدير النفط الليبي بتفعيل آلية التسيير الجماعي للآبار والموانئ. فأميركا تنظر بريبة للنفوذ الروسي والتركي في ليبيا وترى فيه محاولة لتحكّم موسكو وأنقرة في الاقتصاد النفطي الليبي، وقد تحدث الإعلام عن مفاوضات بينهما حول تدبير مشترك للملف النفطي الليبي. وسوف تبقى الأزمة الليبية محكومة في المستقبل القريب والمتوسط باعتبارات، من أهمها: انعدام الإجماع الوطني، واستمرار الخلافات بين الفاعلين الداخليين. – استفحال التجاذبات الجهوية وحضورها في جميع اللقاءات عند الحديث عن – تقاسم مراكز السلطة ومؤسساتها السيادية والرقابية والاقتصادية.

93

Made with FlippingBook Online newsletter