2020 عام الأزمات

ولا تزال الأزمة اللبنانية تحمل نفس عناوين المراحل الثلاثة نفسها: كيف يمكن تجنب العودة إلى الحرب وتحقيق توافق وطني واسع؟ وما السبيل للخروج من المأزق الاقتصادي والانهيار المالي؟ وما السبيل إلى تحقيق الاستقرار للبنان كوطن لكل أبنائه على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم دون الانجرار وراء الدول الراعية لهذه الطوائف أو قادتها لاسيما السياسيين منهم؟ أطراف الأزمة بالنظــر إلــى الأزمــة اللبنانية من منظــور مقطعي، فهي تعكس مســتويات من الاشــتباك، بعضها محلي أو إقليمي وبعضهــا الآخر تاريخي أو يتعلق بتعريف القوى اللبنانية لنفسها، دينيّا أو طائفيّا وحتى مذهبيّا. ويمكن تقسيم أطرافها باعتبارين: الأول: بحســب الأطراف التقليدية حزبيّا وطائفيّا. والثاني: بحسب القوى الجديدة بعد الثورة في مقابل طبقة الأحزاب الحاكمة. بخصــوص الأول، غلبت التطــورات الإقليمية الأخيرة على الأزمة اللبنانية على الأقل في الســنوات العشــرة الأخيرة؛ حيث تمددت إيران في الإقليم بدءًا من العراق ) 2011 )، مرورًا بسوريا بعد الثورة السورية ( 2003 بعد ســقوط حكم صدام حســين ( )، وصوً إلى تعزز دور حزب الله في لبنان (خاصة بعد 2012 وتفاقم الحرب فيها ( .) 2016 عام تبدو اليوم قوى الثامن من آذار والمدعومة من طهران، وكأنها ممسكة بمفاصل الحكم في لبنان، فهي تمســك بالرئاســة الأولى، رئاســة ميشال عون، وكذلك رئاسة إثر انفجار بيروت)؛ إذ لا 2020 أغسطس/آب 10 الحكومة ولو كانت مســتقيلة (منذ يزال يرأســها حسان دياب وتتولى تصريف الأعمال، فضً عن رئاسة مجلس النواب ) وهو رئيس حركة أمل. وهذه الأخيرة 2018 الذي يرأسه نبيه بري (أُعيد انتخابه عام تشــكّل مع حزب الله ثنائية تحظى بنفوذ مطلق في الطائفة الشــيعية دون منافس. كما آذار منذ الانتخابات الأخيرة التي 8 لا تــزال الأغلبية في مجلس النواب لصالح قوى . 2018 عُقدت عام ويبدو الطرفان الأقوى في هذا المحور، التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون 6 ورئاســة صهره، جبران باســيل، أما الآخر فهو حزب الله، وقد جمع بين الطرفين ( ) اتفاق يُطلَق عليها تفاهم (تفاهم مارمخايل)، إلا أنه على الصعيد 2006 فبراير/شباط

96

Made with FlippingBook Online newsletter