137 |
واإلشباعات، ونظرية ثراء الوسيلة، واالعتماد على وسائل اإلعالم، والغرس الثقافي، والفعل االجتماعي، ووضع األجندة، وحراسة البوابة اإلعالمية مع عدم الحرص لدى العديد من الباحثين على متابعة المراجعات وجوانب التطوير الخاصة بتلك النظريات في ظل تطور صناعة اإلعالم وظهور وسائط جديدة غيَّرت المشهد اإلعالمي، وبعض المداخل النظرية والمفاهيم المرتبطة بظهور الوســائط الرقمية الجديدة، مثل الحتمية التكنولوجية، وتحول الوســائل، والدراســات الثقافية. وغاب عن كثير منها اإلشارة إلى النماذج والمداخل االتصالية، كما أن بعض هذه الدراســات يطرح فرضيات ال تتســق مع النظرية التي تعتمد عليها الدراســة، مما يؤكد وجود قصور في فهم هذه النظريات ومدى مالءمتها للتطبيق في الواقع العربي، فكثيرًا ما يطرح الباحثون فروضًا غير متســقة مع الســياقات المجتمعية ذات الصلة بالبيئة العربية، وبتتبع منطق تبعية الدراسات اإلعالمية في المنطقة العربية، يالحظ أن منطقة المغرب العربي تنهل مما يســود في الفضاء الفرانكفوني من أطروحــات نظرية، بينما تتأثر البحوث اإلعالمية في منطقة المشرق العربي بالمدرسة األنجلوسكسونية. وباالنتقال إلى األطر المعرفية يالحظ أن هناك اهتمامًا واضحًا في أساليب عرض الدراسات السابقة وتحليلها بشكل نقــدي كبديل لتقديم ملخصــات لها، ومع الجهد المبذول في إعداد األطر المعرفية في تلك البحوث والدراســات إال أن معظم هذه األطر المعرفية خاصة في البحوث المنشورة يعمل على تكرار القديم وال يضيف ما هو جديد ومستحدث، فهناك طفرة كمية ولكنها تحتاج إلى المزيد من الترشيد المعرفي والمنهجي واإلجرائي. فالطفرة الكمية في مجال بحوث اإلعالم ســواء على مســتوى رســائل الماجســتير والدكتوراه أو على مســتوى البحوث ســواء المنشــورة في دوريات أو المقدمة إلى مؤتمرات، والتي لها ما يبررها موضوعيًّا ومنطقيًّا، وهو زيادة عدد مؤسسات التأهيل اإلعالمي المتمثلة في كليات ومعاهد وأقسام اإلعالم واالتصال، كشفت عن جوانب إيجابية في الممارســات البحثية ينبغي تعظيمها، كما أظهرت ســلبيات عديدة على مســتوى إعداد البحــوث منهجيًّا ومعرفيًّا وإجرائيًّا ينبغي تداركها مســتقب ًلً، فمعظم بحــوث اإلعالم واالتصــال في المنطقة العربية ذات قيمــة معرفية فقط تضاف إلى التخصص، أما القيمة التطبيقية المضافة فمحدودة جدًّا. وتعتمد معظم البحوث على منهج المسح الذي يُعد ضرورة في البحوث الوصفية، ولكن يؤخذ على هذا المنهج
Made with FlippingBook Online newsletter