139 |
- غياب مؤسسات تتبنى المبادارت النادرة تُعد مؤسسات البحث العلمي من أهم مصادر تطوير المعارف اإلنسانية، فهي تحقق التمايز المعرفي في المجاالت كافة، كما تعمل على إثراء المعرفة بأنماطها المختلفة، من خالل قيامها بإجراء البحوث العلمية بناء على احتياجات المجتمع سواء بمبادرة منها لوضع حلول لمشكلة يعاني منها قطاع معين، أم بناء على طلب قطاع ما ألجل التوصل إلى حلول ووضع مقترحات. ووجود هذا النوع من المؤسسات في أية دولة مؤشــر على تقدم الحياة المعرفية والبناء المؤسســي فيها، بشرط أن تأخذ دورها في محيطها الذي تعمل فيه، فوجودها وحده ال يعني قدرتها على التأثير، فبعض الدول تنشط فيها هذه المؤسسات فتترك تأثيرها الواضح على المعرفة اإلنسانية، وفي دول أخرى تُعد المؤسسات البحثية فيها هامشية وضعيفة ومحدودة التأثير. وترجع أهمية مراكز األبحاث إلى فاعليتها في معالجة المشكالت فهي تضم نخبًا ذات تركيز معرفي عالٍ، قادرة على تحديد طبيعة المشــكالت، وسبل عالجها، والتحرك برؤية واضحة نحو المستقبل. وقد قامت الدول العربية خالل العقود الستة المنصرمة بإنشاء العديد من مراكز األبحاث المستقلة أو التابعة للجامعات، بهدف القيام باألنشطة البحثية في مختلف العلوم والمعارف، ويمثِّل مركز البحوث والدراســات التابع لجامعة الدول ، أول مركــز للبحوث في العالم العربي، وهو يضم 1952 العربية، الذي أُسِّــس عام قسمًا للبحوث والدراسات اإلعالمية. ولكن ومن خالل متابعة النشاط البحثي لهذه المراكز يالحظ ضعف اهتمامها بالبحث العلمي في علوم اإلعالم واالتصال، خاصة الجانــب ذا الصلة بالتنظير الذي يفضــي إلى إثراء المعرفة العلمية في هذا المجال. فغياب مؤسسات بحثية تُعنى بتبني المبادرات التي تهدف إلى إثراء التأطير المعرفي العربي في علوم االتصال على قلتها يعد أحد أسباب قصور وعجز بحوث االتصال في العالم العربي عن القيام بدورها تجاه اإلســهام الفاعل في هذا العلم ســواء على
مستوى العالم أو في المنطقة. - التأهيل والدرس األكاديمي
ظهرت اإلرهاصات األولى للتأهيل اإلعالمي األكاديمي العام والمتخصص في أميركا نهاية القرن التاسع عشر، ثم تأسس بشكل منهجي ومنظم في بداية القرن العشرين،
Made with FlippingBook Online newsletter