| 140
ویمثِّل التأهيل المهني أحد محاور العملية التعليمية التي یتلقاها الطالب في األقسام العلميــة اإلعالمية المختلفة، بهدف تنمية الحس اإلعالمي المهني لدى المتخرجین بما یمكِّنهم من االستجابة للطبيعة الخاصة بالعمل اإلعالمي التي تقتضي استشراف الحاجات اإلعالمية الملحَّة للجماهير المســتهدفة، واتخاذ القرارات المناســبة فیما يتعلق بالوسائل، واألساليب، والتقنيات اإلنتاجية المالئمة لالستخدام. ويرى البعض أن التعليم اإلعالمي األكاديمي یتبع واحدًا من االتجاهات الثالثة التالية حسب رؤية المؤسســة التي تتبنَّاه والمستقبل الذي تتوخاه تلك المؤسسة من برنامجها الدراسي، .) 31 واالتجاهات هي: التأهيل الفكري، والتأهيل المهني، والتأهيل المعرفي( في قسم الصحافة 1935 وفي المنطقة العربية يرجع تاريخ تدريس اإلعالم إلى العام بالجامعة األميركية في القاهرة، ثم كان تأســيس معهد التحرير والترجمة والصحافة ، وحتى وقت قريب كانت تطبيقات التعليم اإلعالمي في 1939 بجامعــة القاهرة عام الوطن العربي تميل بشــكل عام إلــى تدريس اإلعالم كتخصص عام دون أن تحدد للطالــب تخصصًــا معينًا حيث يدرس الطالب مجموعة مــن المقررات ذات الطابع الشمولي، والقليل منها یمیل إلى التشعيب وطرح التخصص والتخصص الدقيق. وقد اتجه قســم من بلدان العالم العربي إلى األخذ بالتقاليد األنجلوسكســونية في أسماء ومقررات ومحتويات برامجه الدراسية اإلعالمية واالتصالية ألسباب كثيرة ربما يرتبط أهمها باإلرث االستعماري والوظيفة األيديولوجية للفضاء األكاديمي، وقسم ثان تبنَّى النموذج الفرانكفوني في التســمية والمحتوى المعرفي ألسباب ال تختلف كثيرًا عن األسباب السابقة، وقسم ثالث اختار منزلة ثالثة توفيقية تجمع بين االثنين ولكن ليس على مستوى االغتناء المعرفي والمنهجي بين المنظومتين بل ربما انحصر األمر غالبًا .) 32 على أسماء البرامج األكاديمية التي تعكس هذا الجمع وال تتجاوزه لغيره( ويشــير بعض الباحثين إلى بعض المشــكالت األساســية في مجال التأهيل العلمي لإلعالمیین في العالم العربي لعل أبرزها االفتقار إلى التخطيط عند تأسيس المعاهد والكليات واألقســام، ونقــص الكوادر العلمية، ومشــكلة المراجع العلمية وضعف المناهج الدراســية، وقلَّة اإلمكانات التدريبية، وطرق اختیار الطالب لدراسة اإلعالم ). ونرى أن هذه اإلشــكاليات ألقت 33 واالتصــال، وقلة االهتمام بالبحث التطبيقي( بظاللهــا على خريجي كليات وأقســام اإلعالم ومن ثــم مخرجات بحوث اإلعالم واالتصــال في العالم العربــي وحال دون قيام معظم هذه البحوث بالدور المطلوب
Made with FlippingBook Online newsletter