العدد 15 – أغسطس آب 2022

141 |

تجاه إثراء المعرفة اإلعالمية النظرية في المنطقة؛ األمر الذي يتطلب البحث في طرق عالجها. - شبه القطيعة بين المهني واألكاديمي في حقل اإلعالم واالتصال في البدء نشــير إلى أن الممارســة المهنية لإلعالم واالتصال ســبقت الدراســات األكاديمية، فاإلعالم واالتصال لم يتحوال موضوعًا للدراســة والبحث ومن ثم إلى تخصص مســتقل إال بعد ســنوات طويلة من الممارســة المهنية. فممارســو العمل اإلعالمــي األوائل لم يكونوا إعالميين في األصل، كما أن الباحثين األوائل في هذا المجال ينتمون إلى حقول معرفية متنوعة، وحتى النظريات التي أنتجتها الدراســات المتعلقــة بحقــل اإلعالم واالتصال تميزت بارتباطهــا بنظريات أخرى من مجاالت علمية مختلفة أســهمت في بناء هذا التخصص، خصوصًا ما ارتبط منها بعلوم اللغة واللســانيات وعلم االجتماع واالقتصاد وغيرها، لكن ينبغي أال تؤخذ هذه الحقيقة دلي ًل على تواضع شــأن هذا الميدان، أو أن تُعد وســيلة للتقليل من شــأنه، بقدر ما )، وأن 34 تؤكد أن البحوث في هذا المجال تســتدعي تخصصات مختلفة ومتكاملة( الممارسة اإلعالمية بحاجة إلى تكامل األكاديمي مع المهني. ولكــن في الوطــن العربي األمر مختلف فقد ظل تعليــم اإلعالم واالتصال حبيس كليات ومعاهد جامعية معزولة عن الواقع المهني، وظلت القطيعة ســمة العالقة بين تلك المؤسسات األكاديمية والمؤسسات اإلعالمية المهنية، وإلى اليوم لم تتغير الحال كثيرًا، بل هناك من يرى أن اإلعالم واالتصال ليسا بعلم وأن ممارستهما تعتمد على الموهبة واالستعداد وتتطور بتراكم الخبرات وليس التحصيل األكاديمي، ومن النادر أن تلجأ المؤسسات اإلعالمية في المنطقة العربية إلى المؤسسات األكاديمية إلجراء البحوث والدراسات المشتركة لمعرفة صدى وتأثير ما تنشر وتبث. ونرى أن التنظير فــي جوانب المعرفة اإلعالمية في المنطقة يحتاج إلى تكامل األدوار بين األكاديمي والمهني، فمن شأن ذلك المساهمة في إجراء دراسات وبحوث إعالمية تثري المعرفة النظرية العربية في علوم اإلعالم واالتصال. ولمعالجة أوجه القصور الذي صاحب معظم دراسات وبحوث االتصال في المنطقة العربية وحال دون مساهمتها في إثراء المعرفة النظرية اإلعالمية على النحو المطلوب نرى اآلتي:

Made with FlippingBook Online newsletter