العدد 15 – أغسطس آب 2022

| 148

الموضوعــات والمناهج واألدوات البحثية، وعدم قدرة بعض الباحثين على إحداث قطيعة إبســتمولوجية مع أفكارهم المســبقة أثناء معالجتهــم للقضايا المبحوثة؛ مما يؤدي إلى إحداث خلل وظيفي على مستوى النتائج البحثية، وهذا ما يوحي بضعف مصداقية وموضوعية هذه النتائج . وترجع أســباب القصور واإلشــكاليات إلى قلة المبادرات التي تســعى إلى إثراء المجال اإلبســتمولوجي فــي مجال علوم اإلعالم واالتصال؛ إذ إن معظم بحوث االتصال في المنطقة العربية يتم إجراؤها بهدف الترقي الوظيفــي واألكاديمي وليس اإلضافة المعرفية للعلم أو التخصص، فض ًل عن غياب مؤسســة أو جسم عربي يهتم بتطوير الجانب المعرفي في هذا المجال ويتبنى إجراء البحوث والدراسات التي تتسم بالدقة والمصداقية والموضوعية ويعمل على تمويلها بشــكل جماعي. إضافة إلى ذلك، فإن هناك شــبه قطيعة بين المهني واألكاديمي في الحقل اإلعالمي واالتصالي العربي تركت بصماتها على مخرجات البحث والدرس األكاديمي في هذا المجال. ومــن المالحــظ أن التنظير والبحث والدرس األكاديمــي العربي في علوم اإلعالم واالتصال، اعتمد -وال يزال- على الترجمة والنقل الحرفي للمعرفة الغربية في هذا التخصص، وتحتاج مخرجات هذه الترجمة للتحليل والنقد واإلضافة التي تقود إلى التجديد واإلبداع. ونرى ضرورة مواكبة الدرس األكاديمي العربي للذكاء االصطناعي وإدراج ذلــك في مناهج كليات ومعاهد وأقســام اإلعالم بالجامعات العربية؛ حيث يُعد الذكاء االصطناعي من االبتكارات التي ســتُنْهِي منهجية البحث العلمي بصيغتها الحالية. لذلك، البد من وضع فلســفة جديدة مختلفة للدرس األكاديمي اإلعالمي إذا أردنا " العربي تقوم على االستفادة من التقنيات المصاحبة للثورة الصناعية الرابعة مساهمة البحث العلمي اإلعالمي العربي في إثراء المعرفة والتنظير في علوم اإلعالم فعلى كليات ومعاهد وأقسام اإلعالم في المنطقة العربية القيام بمجموعة " واالتصال مختلفــة ومتكاملــة من األدوار والمهام التي تجمع بیــن المواكبة والتعليم والبحث والتدريب والممارسة. الم ارجع ) حميد جاعد محسن الدليمي، علم اجتماع اإلعالم: رؤية سوسيولوجية مستقبلية، (األردن، دار 1 ( . 37 )، ص 2006 الشروق،

Made with FlippingBook Online newsletter