| 178
صفقة القرن، متعهدًا بأن تبقى القدس عاصمة غير مقســمة إلســرائيل، وأنه ستكون هناك دولة فلســطينية بشــرط الرفض الصريح لإلرهاب، دون تحديد شكل وحدود تلك الدولة، واالعتراف بشرعية المستوطنات، وضم األغوار، وعدم االعتراف بحق العودة، واعدًا بترجمة الخارطة النظرية بشكل مفصل ومحكم حتى يكون االعتراف بها ). وقد تضمنت الصفقة عروضًا اقتصادية ومالية ضخمة للدول التي ستوافق 57 فوريًّا( عليها مقابل تهديدات سياسية واقتصادية مبطنة للدولة التي ستعارض الرؤية األميركية في الشــرق األوســط، وخالل المؤتمر الصحفي شكر ترامب ك ّل من دول البحرين .) 58 واإلمارات وعُمان، التي حضر سفراؤها المؤتمر الصحفي للرئيس األميركي( ووفقًا ألحكام القانون الدولي فإنه يحظر اســتخدام القوة أو التهديد بها ضد ســ مة الدول واســتقاللها، وفي أي شــكل من األشــكال التي ال تتفق مع مقاصد األمم ) من ميثاقها، 51 المتحدة إال في حالة الدفاع الشــرعي المنصوص عليها في المادة ( وهــذا مبدأ مســتقر وثابت، ويترتب عليه أيضًا بطــ ن المعاهدات الدولية التي تُبْرَم )، ألن ما بُني على باطل فهو 59 تحت الضغط واإلكراه أو باستعمال القوة والتهديد( ). وتنسيقًا مع هذا المبدأ الثابت، 60 باطل، وال ينتج أي أثر قانوني في الحياة الدولية( تعتبر المعاهدات باطلة " ) من اتفاقية فيينا للمعاهدات على أنه 52 فقد نصَّت المادة ( بطالنًا مطلقًا إذا تم إبرامها نتيجة تهديد باستعمال القوة أو باستخدامها لمبادئ القانون ، وقد حصرت اتفاقية فيينا تعبير القوة " الدولي العام الواردة في ميثاق األمم المتحدة الوارد في ميثاق األمم المتحدة باعتباره ال يشــمل جميع صور القوة العتبارها عيبًا يقضي ببطالن المعاهدات. وبناء عليه، إذا لم تســتخدم القوة المســلحة بصورها ال يمكن القول ببطالن المعاهدة؛ األمر الذي يعني عدم حجية ادعاء الدولة بأنها وقعت ضحيــة إكراه وتهديد اقتصادي أو سياســي أو ألي من الصور األخرى لإلكراه غير ). وبالرغم من خطورة التهديد السياسي 61 العسكري إلبطال المعاهدة غير المتكافئة( واالقتصــادي خصوصًــا في عصرنا الحالي إال أنه ال يعتد به بحد ذاته ســببًا إلنهاء المعاهدات غير المتكافئة. ثانيًا: المعاهدة اإلبارهيمية والقواعد اآلمرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية )، وحقًّا أصي ًل 62 يمثِّل إبرام المعاهدات مظهرًا مهمًّا من مظاهر ممارســة الســيادة( للدول، ودلي ًل على سيادتها وحريتها في تنظيم عالقاتها الداخلية والخارجية. ووفقًا
Made with FlippingBook Online newsletter