العدد 15 – أغسطس آب 2022

183 |

ألحــكام القانون الدولي وميثاق األمم المتحدة الذي يجيز لحركات التحرر الوطني في مســعاها النضالي اســتخدام القوة لنيل حق تقرير المصير. وإن مثل هذا االلتزام يفترض بالنتيجة تجريم وحظر أي دعم لحركات التحرر وفصائل المقاومة الفلسطينية التي تصنفها إســرائيل والواليات المتحدة حركات إرهابية تحظر نشاطها أو دعمها، كما هي الحال بفصائل المقاومة في قطاع غزة، وهو ما يُعد مغاالة في التماهي مع صالح االحتالل اإلسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية ومستقبلها. كما يشــكِّل التعاون االقتصادي التجاري بين أطراف المعاهدة في مجاالت واســعة، منها التمويل واالستثمار والسياحة والزراعة واألمن الغذائي والمياه والطاقة والترتيبات البحرية، دون أدنى إشارة من الجانب اإلماراتي أو البحريني لحظر تنفيذ هذا التعاون على حساب استغالل الثروات الطبيعية الفلسطينية التي يمعن االحتالل اإلسرائيلي في نهبها واستنزافها ومنها استغالل الغاز الطبيعي في البحر المتوسط واستنزاف ثروات البحــر الميت وضم أراضي األغوار الزراعية واســتثمارها، إلى جانب االســتغالل الصناعي والزراعي في المستوطنات واألراضي خلف الجدار ومناطق الضفة الغربية المصنفة مناطق (ج)، واســتغالل المياه الجوفية والثروات المعدنية، مخالفة واضحة لقــرارات الجمعيــة العامة لألمم المتحدة والقانون الدولــي واعتبار هذه اإلجراءات تدابير غير شــرعية واجبة الوقف والتعويض، إنما يشــكِّل أيضًا مخالفة واضحة من الجانب العربي الخليجي ويقضي بعدم شــرعية إقامة معاهدات تســتند بطبيعة الحال والواقع إلى استغالل غير شرعي لثروات أراض محتلة، وتجاهل غير مبرر للحقوق الفلسطينية في صياغة بنود معاهدة التطبيع والسالم والتعاون. إن مخاطر التطبيع مع االحتالل اإلســرائيلي ال تتوقف على القضية الفلســطينية، بل تمتد لتهديد األمن العربي وتفكيك للهوية اإلســ مية والعربية وتخبط فكري ثقافي بخلــق ازدواجية فــي المعايير الوطنية والقومية والدينية يقــود لخلق جيل جديد ال يميز بين عدوه وصديقه وبعده اإلسالمي العربي متجاه ًل الفكر الصهيوني العنصري االســتعماري. فالتطبيع إنجاز إســتراتيجي مهم مجاني لالحتالل اإلســرائيلي مقابل إضعاف وتشتيت لفرص اإلجماع العربي وإضعاف كبير لموقف القضية الفلسطينية. ويشكِّل تفعيل الجامعة العربية وإعادة التحالفات اإلستراتيجية بين الدول العربية وتبني القضية والحقوق الفلسطينية بشكل فعلي وجدي، تغيرًا في الظروف التي تجيز للدول المطبِّعة مع االحتالل االسرائيلي الفكاك وإنهاء معاهدات السالم والتطبيع، على اعتبار

Made with FlippingBook Online newsletter