العدد 15 – أغسطس آب 2022

17 |

- محاولة إحياء السنن التي نُسيت في األمة وإقامتها بد ًل من البدع والمحدثات التي دخلت من غير الباب الرئيس على حين غفلة منها. - محاربة البدع بكل صورها وذلك عن طريق الدعوة بالتي هي أحسن. - توعيــة األمــة وتعريفها بواقعها وتحذيرها من اإللحاد والشــرك وكل االنحرافات العقدية والخلقية. - ربط الناس بسيرة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في كل لحظات الحياة. وعلى المستوى الميداني، تتجسد هذه األهداف من خالل سلوكيات نموذجية يجب أن يجســدها األتباع، فليســت هذه الســلوكيات قصدًا مصرَّحًا به من طرف السلفية فحســب، بل تعمل على إثارتها لدى األتباع باســتمرار، بشــكل يجعل من األهداف البيداغوجية الكبرى لدى السلفية هو أن يعكس أداء األتباع ذلك السلوك النموذجي المرغوب فيه والتعبير عنه بواسطة سلوكيات قابلة للمالحظة. فالسلفي الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يحرص على ظاهر األشياء، وال يقبل أن يُنسب إلى التدين شيء بِدعي مخالف لما هو نمطي ومحدد بقواعد. وفي القاموس السلفي تُطلق كلمة بدعة على كل تلك التجديدات الطارئة على مستوى العبادة، والتي تفتقر إلى شــرعية نصِّية واضحة، لكن لما كان عموم المعيار الديني يرصد كل تجاوز للعبادات الشــرعية في مفهوم البدعة فيجب تفســير هذا المفهوم وتوضيحه وتمييز اســتخدامه من طرف السلفيين عن المعنى الذي يكتسبه عند باقي اتجاهات الدعوة األخرى. فعند الســلفيين، يعنــي مفهوم البدعة المحدثات التي ال أصل لها في القرآن وســلوك الصحابة. أما اســتعماالته من طرف الفقهاء، فانصرفت ،) 9 إلى اتجاه آخر ليعني كل مساس بالعناصر التي تمس خصائص اإلسالم المحلي( وذلــك علــى خلفية أن كل طعن في التقليد العبادي من شــأنه أن يحدث تشويشًــا وتصدعًــا في صفوف الجماعة، ولذلك رأى هؤالء أنه من المصلحة المحافظة على الخصوصيات التي تطبع الممارسة العبادية مهما كانت درجتها من الصحة أو الضعف .) 10 مقارنة مع العبادات الرسمية( ويوظِّف الســلفيون مفهوم البدعة كثيرًا في حديثهم عن وســائل الدعوة، خصوصًا عندمــا يريدون تمييــز منهجيتهم الدعوية عن منهجية أطراف دعوية أخرى. فإذا كان الكثيــر مــن هذه األطراف يرى أن تلك الوســائل إنما هي اجتهادية، بما يعني حرية الداعية في اختيار ما يراه مناسبًا من الوسائل التي تحقق الصالح والهداية للمدعوين،

Made with FlippingBook Online newsletter