| 198
. الشعب في قلب الديمقارطية التمثيلية بمشاركة فاعلة للمواطن 1 : حقوق اإلنسان تؤسس مفهوم الشعب 1 األطروحة
يُخرِج دومينيك روسو الشعب من مفهومه المجرد، ليقاربه جمعًا لمواطنين ملموسين لهــم وجــود حي وفاعل. لقد درج على اســتحضار مفهوم الشــعب مرجعًا لجميع األنظمــة الديمقراطية والشــمولية، لكن، في الديمقراطية المســتمرة، هو واقع تبنيه حقوق اإلنســان، من خالل القانون وبوجه أدق الدســتور. كما لو أن الكاتب يعود ) بين Marcus Tullius Cicero إلى تمييز الفيلســوف ماركوس توليوس سيســرو ( الجمهور باعتباره جمعًا غير منظم والشعب الذي يتشكَّل حين يحدث اتفاق الجماعة حول القانون. الشعب ليس فحسب جماعة أفراد، بل مجموعة سياسية، والدستور هو آلية تحويل الجماعة إلى جمع سياسي للمواطنين. ويستدعي دومينيك روسو تاريخ تكوين الشعوب باعتباره مسلس ًل متواص ًل -صراعيًّا أحيانًــا- الندماج األفراد والجماعات والطوائف، الذين كانوا في البداية أجانب عن بعضهم البعض، لكن بفضل القانون والمؤسســات التي يُحدِثها الدســتور، يجدون أنفســهم مرتبطين بقضايا مشــتركة تتعيَّن مناقشــتها وحلها بقواعد مشتركة، وبمرافق مشــتركة، تُســهِم من جهتها في إنماء الشــعور بالتضامن الذي يجعل الشعب حقيقة .) 2 سياسية( يجري أحيانًا تجاهل دور القانون والدستور عبر التاريخ، والحال أنه في غياب لُحمة يصنعها القانون والدستور، يجد الشعب آليات أخرى لاللتحام على أساس العرق أو الــدم أو التماهــي مع قائد ملهم يجســد الجماعة، وهو ما يفتح طريقًا مغايرًا لطريق الديمقراطية. على الحقوق المعلنة التي يتمتع 1789 وينص إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة بأنه ال 4 ؛ إذ تفيد المادة " أفــراد المجتمع " ، و " جميع المواطنين " ، و " كل إنســان " بهــا حدود لممارســة الحقوق الطبيعية لكل إنســان ســوى تلك التي تكفل لباقي أعضاء المجتمع نفس الحقوق. ال يخاطب الدستور فردًا مجردًا بل فردًا ملموسًا في سياقه كذلك مجموعة أفراد ديمقراطيين يعطي كل واحد منهم الحقوق التي تؤهله وتؤسس شــرعيته للتدخل والفعل في مختلف شــؤون البلد: المقاولة، واألسرة، والمدرسة، والبيئة، واالستهالك، والصحة، والقانون...إلخ.
Made with FlippingBook Online newsletter