العدد 15 – أغسطس آب 2022

23 |

النتن، كيف يصف صحابييْن جليليْن بالنفاق بالركون على الكذب والغش والخديعة.. بالله عليك أيها القارئ كيف تفلح دعوة تقف مثل هذه المواقف المخزية تجاه حملة الدعوة المحمدية.. زيادة على أنها غارقة في أوحال الحزبية والبدع المقيتة، وكل ما .) 27 ( " لهذا الرجل من الطامات والباليا العقدية؟! يؤدي التصلب العقدي بالســلفيين إلى تصلب فكري يفتقر إلى المرونة وإلى القدرة علــى بحث األمور من جوانب متعددة ومنظورات ومســتويات شــمولية، ويحجب الرؤية النسبية في األشياء والظواهر لصالح االقتصار على ذم االهتمام بالحقائق التي تتعارض مع الحكم المسبق الذي تحمله العقيدة على الشيء، ومن مبادئ السلفية في ال يجب ذكر محاسن أحد من أهل المبادئ الهدامة والمشبوهة من " هذا الشأن أنه: مضلين وبدعيين وحزبيين، ألننا إذا ذكرناها فإن هذا يغرِّر بالناس، فيحســنون الظن .) 28 ( " فيهم فيُقبلون على مبادئهم.. ويكون ثناؤه أشد من ضالله ولهذا االنغالق وظيفة دفاعية في الخطاب الســلفي، فعبره تحافظ األيديولوجيا على تماسكها وتحمي نفسها من التجديدات التي تظهر على خطابات دينية أخرى. هكذا يؤدي التصلب في الخطاب الســلفي إلى خطاب ســجن نفســه داخل قاموس مذهبيته الشــاملة المميزة له، مقيمًا عالقات نظرية وعملية مع مشروعه الخاص غاية إيجابية وحيدة، متقب ًل للشر والسلب عاملين خارجيين مشخصين في أجزاء اجتماعية وسياسية نقيضة له، بحيث تماثل هذه الطريقة بين الشر والخصم، تدعمه وتكثفه في حضــور سياســي اجتماعي، كما لو أن األمر يتعلق بكيــان، بحضور مغاير وخاص، )، والتي يجب عدم االختالط بها 29 فالشــر إذن كامن في كل الجبهات الخارجيــة( اكتســاب شــيء من أخــ ق المدعوين والذي قد ينتج عــن المخالطة أو " لتفادي: .) 30 ( " المشابهة والمشاهدة واالطالع الفكري على ثقافة اآلخرين ونحو ذلك إن كثرة اعتناء الرموز السلفية بالجرح والتعديل (وهو علم إسالمي لتحقيق األحاديث من خالل تعقب الرواة وتحديد مراتب الرواة وأحوالهم)، وإقبال األتباع الســلفيين عليه، وكثرة اشتغالهم به أدى إلى تسرب منهجه إلى االهتمامات األخرى في الخطاب الســلفي بحيث يقع تمييز المخاطبين كما يتميز الرواة عن بعضهم البعض (كذَّاب، مُدَلِّــس...)، فيقــع التنبيه على الدوام إلى المخالفين مــن المبتدعين والتحذير منهم تمامًــا كمــا يقف علماء الجرح والتعديل على جــرم طائفة من الرواة بحق الحديث .) 31 حتى ال يغتر بهم أحد استنادًا إلى ما قرَّرته السُّنَّة بصريح العبارة(

Made with FlippingBook Online newsletter