العدد 15 – أغسطس آب 2022

| 24

تبدو الســلفية من خالل هذا التصلب بنية عنف نائمة يشــترك فيها جميع التيارات الســلفية، فال يكاد التمييز بين هذه التيــارات يظهر عند مقارنة بعضها بالبعض على مستوى بنية الخطاب، اللهم إال على مستوى ما يفتح عليه هذا الخطاب من سلوكيات، وباألخص فيما يتعلق بالشرط الموضوعي المتمثل في الموقف من السلطة السياسية تحديدًا، ويكاد هذا الشــرط يشكِّل المفصل المميز بين الخطاب الواقف عند حدود العنف أو ذاك المتبني للعنف المادي؛ ذلك أن الحل الديني الذي يصرِّح به خطاب الحركات السلفية المسماة معتدلة، وإن لم يكن ثوريًّا بالمعنى المادي، إال أنه كذلك من الناحية الرمزية، فالشــعور بابتعاد المجتمع عن الدين الصحيح يؤدي إلى تفاديه .) 32 للعيش على شكل طوائف منعزلة من حيث وجودها الرمزي( إن التصلب هو أيضًا صفة ســلوكية للتابع الســلفي، بما هو نتيجة لعمليات التنميط ) بما فيها 33 التــي تقوم بها األيديولوجيا تجاه األشــخاص أو الجماعات الخارجية( الجماعات الســلفية األخرى نفســها؛ مما يولِّد درجة من التعصب والتمييز تظهر من خــ ل العدوان اللفظي بيــن الجماعات. هكذا يؤدي التصلب دورًا اجتماعيًّا بحيث يجمع األفراد تحت قواعد عامة واحدة مما يؤدي إلى انسجام المجموعة. ولهذا التصلب انعكاسات مهمة؛ إذ إنه سمة تستغرق مختلف األنشطة السلفية بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن مظاهر ذلك أن معظم دروس الطائفة موجه نحو التحذير من البدع والطوائف المتبنية لها بشــكل ينتج عنه هجوم شــرس على مجموعة من صيغ اإلسالم: - اإلســ م الشــعبي متمث ًل فيما ترسَّب في المجتمع المغربي من عادات دينية، مثل االحتفــال بعيد المولد النبوي وزيارة المقابر والحضرات الصوفية وتقديس األولياء، وغيرها من المظاهر التي تُعد في النظر السلفي منافية إلسالم السلف حسب المذهب السلفي. انحرافات " - اإلســ م الحركي متمث ًل في الحركات اإلســ مية، لما قامت عليه من عقدية ومخالفات لمنهج الدعوة القائم على أولوية مهمة اإلصالح العقائدي والتربوي .) 34 ( " وهامشية اإلصالح السياسي مقارنة مع هذه المهمة العبادية الذي يسلك منهج التوفيق في كل األمور الدينية بما فيها العقائدية " - اإلسالم العالم . " والعبادية بشكل أضاع معه رسالة الدعوة - اإلسالم الرسمي لتعصبه لمذهب واحد دون سائر المذاهب.

Made with FlippingBook Online newsletter