77 |
)، التي مفادها Jean - Jacques Rousseau الفكرة ذائعة الصيت منذ جان جاك روسو ( أنه يجب على القاعدة األولية والجوهرية أال تكون اإلرادة المجسدة شيئًا عقليًّا في )؛ حيث تصبح الحرية هي القاعدة الجوهرية الموجودة من أجل 4 ذاته ومن أجل ذاته( هدف سامٍ، هو حماية كل الحريات شرط أال تتعارض معًا؛ حينها تتوقف عن كونها حريــة لتصبح مصادرة لحرية اآلخر. ورغم االختالف في التقدير والتعريف بالحرية والحق، لكن توجد نقط التقاء كثيرة، تعود إلى قيمة اإلنسان موضوع الحق والحرية. ويترتب على مبدأ الحرية باعتبارها قيمة فردية نظام من العالقات المدنية واالقتصادية والسياســية. والدرس الذي نســتخلصه من الماضي يتمثَّل في مفارقة أن االختالف رُفض دائمًا على مستوى األيديولوجيا، ولو أنه واقع مستمر. فنجد ما يكتبه المؤرخون من جهة، وما يتمســك به العقائديــون، أو األيديولوجيون من جهة أخرى؛ فالتاريخ كما سجله المؤرخون هو ميدان الخالف واالختالف في رأي المفكر، علي أومليل. أما أصحاب العقائد فإن الحقيقة عندهم واحدة وأبدية، وحتى وهم منقســمون إلى مذاهــب وفرق، فإن كل فريق يعتقد أنــه الوحيد الذي على صواب. وحين نتحدث عــن التعارض بين األخالقية الذاتية أو الموضوعيــة والحق، فإننا نعني بهذا األخير ذلك الحق الشكلي المتعلق بالشخصية المجردة. إن األخالقية (الذاتية والموضوعية) ومصلحة الدولة تكوِّنان، كل واحدة على حدة، حقًّا خاصًّا، ألن ك ّل منهما هو تعيين للحريــة وال يمكنهما التصــارع إال إذا أدى بهما، كونهما حقَّيْن، إلى الحضور على .) 5 الخط نفسه( . حرية المعتقد ومسألة الوعي 1.2 إن الحق في االختالف يرجع وجوده إلى الكيفية التي تشكَّلت بها عقلية معينة؛ ألن العقليات هي وراثة لماض مديد، هو الذي شكَّلها وعمل على تكييفها، وهي عقليات بطيئة التغيير. لهذا يشــترط علي أومليل أن يكون االختالف هادفًا وحقيقيًّا وأصي ًلً؛ االختالف من أجل االختالف تشتيت ال نهاية له لآلراء والمعتقدات، كل منها " ألن ) بحيث 6 ( " منغلق على ذاته رافض لآلخر، كل منها يشكِّل عصبية ال تقبل بالتعايش يقوم االختالف على تعدُّد زوايا النظر إلى الموضوع محل االختالف، وعلى حجج حقيقية، ال على االختالف من أجل عدم االتفاق مع اآلخر، لموقف منه أو للحصول على شرعية المعارضة، أو لجلب األصوات المخالفة لآلخر.
Made with FlippingBook Online newsletter