العدد 15 – أغسطس آب 2022

89 |

من الهوى ال غير. هذا األمر يحيلنا إلى الفكرة القائلة بأن التعصب مرض اجتماعي، ولهذا عرف قاموس العلوم االجتماعية التعصب بأنه يشــكِّل موقفًا أو اتجاهًا، ينطوي على التهيؤ الفردي أو الجماعي للتفكير، أو اإلدراك أو الشعور، والسلوك بشكل إيجابي أو سلبي، تجاه جماعة أخرى أو أي من أفرادها، ما يستدعي ضرورة تلقين األجيال الصاعدة مبادئ التســامح، وعــدم التعصب ألية جهــة أو رأي أو انتماء. فما نحن عليه من اختالف هو مصدر غنى، وتنوع وإبداع للبشرية، ال مصدر تعصب وصراع ومواجهة فيما هو .) 41 جذري في الحياة، أو فيما هو ثانوي( وكانت العولمة، كما يذهب إلى ذلك منظِّروها على األقل، إحدى محاوالت اإلنسان Michael Allen الحديث إللغاء الميول العنصرية؛ فوفقًا لميخائيل ألين غيليســبي ( على قدر ما يبدو من تنافر بين أعداء العولمة وأنصارها، إال أنهم " )، فإنه Gillespie يظلون بشــكل عام داخل مجرة الحضارة الغربية. فهم على ســبيل المثال يتشاركون اعتقادًا بقيمة التســامح، والسالم، والحرية، والمساواة. وال يختلفون إال حول ما إذا اتكأت " . لذا، " كانت العلمانية ســتنتج هذه القيم، وإن فعلت فهل ستقســم بعدل؟ الصورة االبتدائية للعولمة التي هيمنت على الفترة التي أعقبت ســقوط جدار برلين على رؤية ليبرالية للتاريخ والمجتمع، والتي الحظت التطور البشري باعتبارها نتيجة للتفاعالت المتشــابكة للبشر، والمتصلة بالتبادل الحر والتواصل الفوري. لقد كانت .) 42 ( " هذه الرؤية ليبرالية اعتقد العديد بقدرتها على صنع سالم عالمي وحرية ورخاء بينما يرى الباحث وائل حالق أن عقيدة التقدم ال تملك أساسًا أو مرجعًا، إال بذاتها لذاتها على التوالي؛ فهي مصدر السلطة بالنسبة إلى نفسها، وتكتسب صفة األلوهية فقد " على هذا األساس. وبناء على كونه مستق ّل عقليًّا، كما ينبغي لنا كلنا أن نكون، قرَّر اإلله ذلك من خالل العلم والعقل، أن أسئلة الماضي الكبرى ال يمكن االستماع إليها ألن الزمن عفا عليها، وال صلة لها بمنجزات الحضارة والعلم الحديثين، والعقل الذي هو كوني. لكن حقيقة األمر تكمن في أن اهتمامات الماضي ال يُستمع إليها، ألنــه ليس لــدى عقيدة التقدم ما يمكِّنها من التمعن في األســئلة األخالقية العميقة المسيطرة على ما يفترض أن يكون النطاق المركزي. وال يعتبر غياب االستطاعة هذا أساسًا في العقيدة، بل هو نتاج كون العقيدة ذاتها ناجمة عن الوضع المضطرب لهذا .) 43 ( " النطاق األخالقي، هذا النطاق الذي إذا ما كان نطاقًا فهو ثانوي

Made with FlippingBook Online newsletter