مجلة لباب العدد 8

107 |

رؤية جمال حمدان للجغرافيا السياسية الليبية ودلالاتها الاستراتيجية الباقية

ينـدرج هـذا الموقـف السـلبي مـن حمـدان تجـاه البعـد الأناضولـي لليبيا ضمـن منظور سـلبي -شـبه عنصـري- تجـاه الأتـراك وكل مـا لـه صلة بهـم. وهـو يتجاهل الإسـهام عـن حي ـاض الإسـ م وبن ـاء الحضـارة الإسـ مية نحـو ِّ التركـي العظي ـم فـي ال ـذب إلـى عـزل 1055 تسـعة قـرون، مـن تنصيـب أول سـلطان سـلجوقي فـي بغـداد عـام . ولا يـكاد يخلـو كتـاب مـن كتـب حمـدان مـن 1924 آخـر سـلطان عثمانـي عـام هـذا التحامـل والتحيـز ضـد الأتـراك. ففـي كتابـه “اسـتراتيجية الاسـتعمار والتحريـر” ،)68(” جعـل حمـدان الدولـة الإسـ مية حـن حكمهـا العـرب “إمبراطوريـة تحريريـة ـا مـن “الاسـتعمار الدينـي” للعالـم ً بينمـا جعـل الحكـم التركـي للعالـم الإسـ مي نوع العربـي؛ حيـث “جـاء الأتـراك فـي مسـوح الديـن الإسـ مي وتحـت قناعـه!” كمـا ـا أن م ـا دعـاه “الاسـتعمار الترك ـي” لب ـ د ً )، ال ـذي يزعـم أيض 69( عـي حم ـدان َّ يد .)70(” ـا فـي نتائجـه وإنجازاتـه ً ا عقيم ً العـرب كان “اسـتعمار وفـي كتابـه “العالـم الإسـ مي المعاصـر” يزعـم حمـدان أن الشـعوب التركيـة بقيـادة )، وأنهـا “وصلـت 71(” ـا ً ا وربمـا اغتصاب ً العثمانيـن “قفـزت علـى خلافـة الإسـ م قفـز فـي أخريـات أيامهـا إلـى أن تبتـز الديـن لحسـاب السياسـة، وتسـتغل الإسـ م -فـي ). وفـي كتابـه “شـخصية 72(” ـن بقاءهـا السياسـي َ م ْ تض ِ صـورة الجامعـة الإسـ مية- ل ـة، َّ مصـر”، يطعـن حمـدان فـي تاريـخ الأمـة التركيـة وهويتهـا بطريقـة شـوفينية فج م ـن الإسـتبس ْ ـت َ ع ِ ز ُ ويزعـم أنه ـا أم ـة “ب ـ تاري ـخ، ب ـل ب ـ جـذور جغرافي ـة، انت ـا بالتبنـي، وبـ حضـارة ً لـة، واتخـذت لهـا مـن الأناضـول وطن ِّ كقـوة شـيطانية مترح هـي، بـل كانـت طفيليـة حضاريـة خلاسـية، اسـتعارت حتـى كتابتهـا مـن العـرب، ــرت َّ ــل قمــة الضيــاع الحضــاري والجغرافــي، غي ِّ ولكــن أهــم مــن ذلــك أنهــا تمث جلدهـا وكيانهـا أكثـر مـن مـرة... وهـي فـي كل ذلـك النقيـض المباشـر لمصـر، ذات

Made with FlippingBook Online newsletter