مجلة لباب العدد 8

| 108

). ث ـم ي ـردد مزاعمـه 73(” التاري ـخ العري ـق، والأصال ـة الذاتي ـة، والحضـارة الانبثاقي ـة -كمــا خضــع ْ عــي أن مصــر “خضعــت َّ عــن “الاســتعمار الدينــي” العثمانــي، فيد ـا للاسـتعمار الدين ـي التركـي، ال ـذي اسـتغل صفت ـه الديني ـة ً المشـرق العرب ـي- قرون .)74(” ر العـرب عـن صفتـه الاسـتعمارية ِّ خـد ُ هـذه، لي والحـق أن الهويـة التركيـة لا تختلـف عـن الهويـة العربيـة فـي شـيء: فـكلا الشـعبي را فــي تاريــخ الحضــارة الإســ مية، فاكتســبا هويــة ديناميكيــة مفتوحــة، َّ تصــد ــى مــن الشــعوب الإســ مية الأخــرى، َ ص ُ واندمجــت فــي أحشــائهما أعــداد لا حمـدان نفسـه بـأن “أغلـب العالـم َّ ـا مـن تكوينهمـا. وقـد أقـر ّ ً ا عضوي ً وأصبحـت جـزء ). ويمكـن أن نضيـف 75(” ً ـا- مـن المسـتعربي، لا مـن العـرب أصـ ّ ً العربـي هـم -لغوي ـاع مجـد مصـر الإسـ مية -من ـذ الدول ـة الطولوني ـة وحت ـى نهاي ـة َّ ن ُ إل ـى ذل ـك أن ص عصـر المماليـك- إنمـا هـم التـرك والكـرد الأيوبيـون، إذا اسـتثنينا الحقبـة الفاطميـة. وترجــع جــذور تحيــزات حمــدان ضــد تركيــا والأتــراك إلــى التمايــزات القوميــة المعاصـرة التـي نتجـت عـن تفكيـك الدولـة العثمانيـة فـي الحـرب العالميـة الأولـى، ومــا ترتــب عليهــا مــن تقطيــع الأرحــام التاريخيــة بــن العــرب والتــرك، وإدبــار بعضهـم عـن بعـض، ونسـيان كثيـر منهـم للتجربـة الحضاريـة المشـتركة التـي جمعـت بينهـم عل ـى مـدى القـرون. وفـي كل الأحـوال، فـإن إسـقاط مقـولات الاسـتعمار والتحريــر المعاصــرة علــى إمبراطوريــات إســ مية قديمــة تجمــع مختلــف الأقــوام ـق، ومـا كان ليقـع فيـه مفكـر كبيـر بمسـتوى جمـال حمـدان لـولا َّ الإسـ مية غيـر موف ا مـن العـرب والأتـراك المعاصريـن عـن رؤيـة مـا ً الهـوى القومـي، الـذي أعمـى كثيـر يجمـع بينهـم مـن أرحـام ديني ـة وتاريخي ـة. ـم الجغرافيـا ِ ا بعال ً ـا متأثـر ً ويبـدو أن حمـدان فـي هـذا التحيـز ضـد الأتـراك كان أيض

Made with FlippingBook Online newsletter