115 |
رؤية جمال حمدان للجغرافيا السياسية الليبية ودلالاتها الاستراتيجية الباقية
ا مـا اسـتغلت القـوى ً د كينونـة الدولـة الليبيـة ووحدتهـا. وكثيـر ِّ تجـاذب سياسـي يهـد الصاعــدة فــي الجــوار الليبــي والقــوى الدوليــة الطامعــة هــذه الثنائيــة، لإضعــاف ليبيـا، وتسـهيل السـيطرة عليهـا، أو علـى شـطر منهـا علـى الأقـل. ومـا نعيشـه اليـوم مـن اقتتـال بـن القـوى السياسـية والعسـكرية الليبيـة المنشـطرة -فـي لمـا يمكـن أن تـؤول إليـه ٌ مجملهـا- بـن الغـرب الطرابلسـي والشـرق البرقـاوي، تجسـيد ـري الجغرافيا السياسـية ِّ بعض منظ َّ هـذه الثنائيـة الإقليميـة فـي أوقات الأزمـات. وقـد ألح الغربيـن فـي الأعـوام الأخيـرة علـى هـذه الثنائيـة، ونشـروا مزاعـم عـن هشاشـة الكيـان ـا، فيم ـا يش ـبه تس ـويق الاسـتغلال الس ـيء له ـذه الثنائي ـة ف ـي ّ ً السياسـي الليب ـي تاريخي ريـن: الأميركـي، روبـرت ِّ لعبـة النفـوذ الدولـي بالفضـاء الليبـي. ومـن أبـرز هـؤلاء المنظ ). وقـد أوردنـا مـن 91(” )، صاحـب كتـاب “انتقـام الجغرافيـا Robert Kaplan( كابـ ن ش ـواهد التاري ـخ عل ـى الوح ـدة السياس ـية ف ـي تاري ـخ ليبي ـا، بم ـا يكف ـي لنق ـض ُ قب ـل نظريـة كابـ ن عـن الهشاشـة التاريخيـة لكيـان الدولـة الليبيـة. وربمـا يكـون المدخـل المناسـب للتغلـب علـى إشـكالية الثنائيـة الإقليميـة اليـوم هـو التعامـل معهـا باسـتراتيجية مـن شـقي: متناقضـن فـي ظاهرهمـا، ومتكاملـن فـي حقيقـة الأمـر. أولهمـا: تدعيـم قـوة السـلطة المركزيـة، مـن خـ ل بنـاء نـواة عسـكرية وأمنيــة وإداريــة مهنيــة وصلبــة، ومنقــادة للســلطة المدنيــة الشــرعية. وليــس هــذا بالأمـر السـهل فـي ظـل الاسـتقطاب السياسـي والعسـكري الحالـي؛ حيـث لا يـزال بعـض الليبيـن متمسـكي بسـ حهم بدوافـع شـتى، كمـا لاحـظ إبراهيـم فريحـات، فبعضهـم بسـبب “ضع ـف الثق ـة ف ـي عملي ـة الانتق ـال السياسـي،” وآخـرون بسـبب .)92(” فبراير/شـباط 17 “الحـرص عل ـى إنقـاذ ث ـورة والشــق الثانــي مــن هــذه الاســتراتيجية هــو المرونــة السياســية فــي توزيــع الســلطة
Made with FlippingBook Online newsletter