العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

13 |

مقدمة ) هو الطرف األكثر 1 ال يختلف اثنان في تونس على أن االتحاد العام التونسي للشغل( )، في ظل تشــظي المشــهد 2 تأثيرًا في مجريات الشــأن العام في تونس بعد الثورة( الحزبي وضعف الدولة وتمرد المجتمع عليها بعد أن تحرر من عقدة الخوف وأسقط رأس نظام االستبداد وإن لم يُسقط النظام نفسه. وقد ساعده في الهيمنة على الطبقة السياسية وفرض إرادته عليها تهافتها على الحكم وقبولها بشروط االتحاد المجحفة لشراء سلم اجتماعي هش ال يصمد أمام أي أزمة أو هزة. لقــد شــاركت قواعد االتحاد وقياداته الميدانية بفعاليــة في الثورة، فأحرجت القيادة المركزية التي كانت مترددة في مواجهة سلطة االستبداد خوفًا منها وطمعًا فيها، لكنها لــم تجــد بدًّا في النهاية من االلتحام بالجماهير الهادرة التي زلزلت أصواتها جدران المباني السيادية مُعجِّلة بهروب رأس الدولة وانهيار الحزب الحاكم. ذلك هو االتحاد العام التونسي للشغل الذي وُلد من رحم مقاومة االستعمار، فاستمرأ للسياسيين " مالذًا " للشغالين و " بيتًا " للمناضلين و " خيمة " خوض غمار السياسة، فكان . واليوم، يجد " الشــعبوية " و " الزبونية " و " االنتهازية " المعارضين، لكنه لم يســلم من لكنه يقع في " الذرائعية " ، فينتهــج نهج " اإلقدام واإلحجام " نفســه في مصيدة صراع فخ مالحقة األحداث بعد أن كان يصنعها. فهل بقي له دور حقيقي يلعبه في مســار االنتقــال الديمقراطــي المتعثر؟ أم بات هو اآلخر عبئًا علــى البالد المثقلة بالديون والرازحــة تحــت وطأة التخلف وعدم المعيارية؟ هــل ال يزال االتحاد عامل توازن سياسي وصمام أمان اجتماعي ومنقذًا من االنزالق إلى الفوضى ومن االنحدار إلى ) أم على العكس من ذلك عنصرًا معطًِّل لالنتقال الديمقراطي وشــوكة 3 الســديم( في خاصرة الدولة؟ أين االتحاد من تصفية الحســابات السياســية ومن الصراعات األيديولوجية؟ هل ما زال لالتحاد دور في تحقيق استحقاقات الثورة وأهدافها وفي حفظ مصلحة الشــعب الفضلى؟ هل اســتطاع االتحاد التوفيق بين دوره االجتماعي -وما يفرضه من اســتحقاقات تتصل بحماية مصالح الشغالين والدفاع عنها- ودوره ) الذي استمات في التمسك به وممارسته في كل األحقاب تحت عنوان 4 السياسي( ؟ " النضال النقابي الوطني "

Made with FlippingBook Online newsletter