17 |
. كما عمل على احتواء االتحاد العام التونسي " التجمع الدستوري الديمقراطي " ليصبح للشغل وتحييد دوره النضالي في الدفاع عن حقوق الشغالين وعموم المواطنين بتنميط الحــوار االجتماعي وضبــط مواعيد قارَّة للمفاوضــات االجتماعية من أجل الزيادة الدورية في أجور العمال. كما دفع، بالتوازي مع ذلك، إلى انتخاب أمين عام قريب منه، محاو ًل إنهاء العالقة المتوترة أص ًل بين االتحاد والسلطة الحاكمة وحسم الصراع يجعل االتحاد حليفًا لتلك الســلطة ولو بشكل غير معلن. وقد كان " توافقي " بشــكل .) 1989 له ذلك بتولي إسماعيل السحباني األمانة العامة لالتحاد إثر مؤتمر سوسة ( " حُسن النية " إنه التحييد بكســب التأييد. ولقد اســتثمر في ذلك ما بدا تعبيرًا منه عن حينمــا أعــاد إلى االتحاد ممتلكاته التي صودرت منــه في غمرة احتداد الصراع بينه النقابيون " ) واعترف بقيادته الشرعية الموحدة بعد أن فشل 12 وبين النظام البورقيبي( ، في تثبيت 1983 المنشقون عن مكتبه التنفيذي، في نوفمبر/تشرين الثاني " الشــرفاء االتحاد " ، وأطلقوا عليها اسم 1984 منظمتهم النقابية التي أسسوها، في فبراير/شباط .) 13 ( " الوطني التونسي للشغل فــي تلك األثناء، كان الرئيــس زين العابدين بن علي يعمل حثيثًا على توطيد أركان رســمية باهتة وشــبه موالية له وباطشًا بحزم وقوة " معارضة كرتونية " حكمه مصطنعًا ، " ساعية إلى االنقضاض على السلطة " له أو " مناوئة " بالتنظيمات السياسية التي اعتبرها ) 14 اإلسالمية التي صنَّفها على أنها حركة أصولية تمامية( " حركة النهضة " والســيما مناهضة للحداثة والتحرر وذات مشــروع مجتمعي مهدد لمكاســب المجتمع ونمط حزب العمال الشيوعي " عيشــه ولحقوق المرأة. كما تعامل نظام ابن علي بشــدة مع والتسليم بأن ما قام به، فجر يوم " صانع التغيير " مع " التطبيع " الذي رفض " التونسي (البورقيبي) " العهد القديم " من " تحول مبــارك " ، هو 1987 نوفمبر/تشــرين الثاني 7 (النوفمبري)، فالحق قيادته؛ مما اضطرها إلى العودة إلى العمل " العهد الجديد " إلى السري كما كانت الحال في زمن بورقيبة. وعلى أية حال، فإن عالقة االتحاد العام التونســي للشــغل بالســلطة السياســية في ، والعبارة مقتبسة من " التعاون الصراعي " عهدي بورقيبة وابن علي اتســمت بنوع من االرتباط " ). كما أن 15 () Alain Touraine أطروحة عالم اجتماع الفعل، آالن توران ( ) 16 ( " حركة المد والزَّجر " و " التقــاء المصالح " و " التحالف الموضوعي " و " التخادمــي
Made with FlippingBook Online newsletter