| 188
مقدمة وجهات نظر اإلسالم السياسي المعاصر في العالقات الدولية: أصوات " يمثِّل كتاب ، للباحث واألكاديمي اللبناني، سامي " ســائدة في العالم العربي من الســنة والشــيعة من " التخوم المعرفية " بــارودي، تجربــة بحثية خاصة تقوم على مغامرة الكتابة فــي خالل التنقيب في أكثر من حقل معرفي والبحث في نقاط التماثل والتناظر بين هذه الحقول. ورغــم القيمة المعرفية لهذه العينة من التجــارب البحثية، فإنها تبقى تجربة محفوفة بالمخاطر، الســيما إذا كان األمر يتعلق بحقلي الدين والسياسة، ألن الخوض فيهما من شأنه أن يقذف بالباحث والدارس في ردهات النوازع غير الموضوعية التي تجد الكثير من مظانها في التفسير والتأويل. ومن هذا المنظور، فإن كتاب سامي بارودي يقدم نفسه للقارئ بحثًا في نقاط التماس والتعالق بين حقلين معرفيين، هما: اإلســ م السياسي، ونظريات العالقات الدولية؛ إذ يحيل األول على ظاهرة عربية إســ مية حديثة تعود منطلقاتها النظرية والحركية لثالثينات القرن الماضي، لكنها شــهدت على مدى العقود التسعة الماضية تحوالت جذرية من حيث حمولتها الفكرية والسياسية وتمظهر هذه الحمولة على سطح الواقع. في حين أن حقل السياسة هو حقل نظري بامتياز يبحث في دور الدولة في عالقتها بمؤسساتها وأجهزتها مع العالم الخارجي ممثًل في المجتمع أو األفراد أو الدول. وفي الوقت الذي نســجل فيه أن هذا العمل البحثي يندرج في المقام األول ضمن البحث عن حضور " المجال الواســع لإلسالم السياسي، إال أنه جاء محم ًل بهاجس ظاهرة اإلسالم السياسي في العالقات الدولية ومدى مساهمة هذه األخيرة في إظهار .) 1 ( " فائدة المجال المفاهيمي لهذه الظاهرة عند الباحثين والمفكرين الغربيين وفي الوقت الذي ســعى فيه العديد من الدراسات واألطاريح األكاديمية في الغرب، وحتى في العالم العربي، إلى التأكيد على أن اإلسالم السياسي مرتبط بظاهرة أشمل الدولة اإلسالمية في " هي الغلو في التدين، وهذا ما ظهر في تجربة تنظيم القاعدة و ، فإن األطروحة المركزية للكتاب تــرى النقيض من هذا األمر من " العــراق والشــام
Made with FlippingBook Online newsletter