| 196
واإلســ ميين الراديكاليين. فااللتزام الديني بالمؤسسات والشكل المؤسسي لإلسالم يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب االلتزام باإلصالح وإعادة النظر في جوانب معينة من الشريعة اإلسالمية. وقــد خصَّــص صاحب الكتاب الفصول الخامس والســادس والســابع الجتهادات القرضاوي وفضل الله. ال شك أن الشيخ القرضاوي هو أشهر اإلسالميين المعاصرين في مصر والعالم اإلسالمي بسبب انتشار مؤلفاته وكتاباته واالستخدام الفعال لوسائل اإلعالم واإلنترنت لنقل صورة عادلة ورســالة متسقة تؤكد وسطية اإلسالم ومالءمته لمعالجة جميع المشاكل السياسية واالجتماعية التي تواجه األمة اإلسالمية. وألن القرضــاوي حظي باهتمام عــدد كبير من األكاديميين، لم يخضع خطابه حول العالقات الدولية لقراءة شــاملة ونقدية. فالعودة الســريعة ألعماله المنشورة خاصة ، تبرز الكثير من أفكار الشــيخ " الجهاد " و " العالقات مع الغــرب " و " فقــه الوســطية " في العالقات الدولية المعاصرة، والســيما تأكيده على مركزية الســ م والحوار في العالقات مع العالم غير اإلســ مي، واألغــراض الدفاعية للجهاد، والرفض القاطع للعنف وســيلة لدفع األجندة اإلسالمية محليًّا، باإلضافة إلى تحقيق الهدف المنشود لجميع اإلسالميين، أال وهو الوحدة اإلسالمية. أما السيد فضل الله، الذي مثَّل الصوت الوحيد من الجزء الشيعي من العالم العربي، فوجهات نظره حول العالقات الدولية أكثر راديكالية من تلك الموجودة عند نظرائه الســنَّة، وهــو يعكس في العمق الخطــاب الثوري للجمهورية اإلســ مية اإليرانية. ومع ذلك، فإن القراءة الدقيقة لخطابه في العالقات الدولية تكشــف عن العديد من أوجه التشــابه مع الخطابات الموجودة عند نظرائه الســنة الرئيسيين، والسيما البهي والقرضاوي. ويشــترك القرضاوي وفضل اللــه في قراءة واقعية إلى حد كبيــر للعالقات الدولية تحكمهــا وجهــة نظر معيارية وأخالقيــة وقانونية، وضمنها يكون االهتمام الشــديد منصبًّا على التأمل والتنظير حول الحقائق الدولية السائدة، وخاصة الصراع العربي- اإلســرائيلي، وعالقات العالم اإلســ مي مع الغرب غير المســلم، وتداعيات نهاية الحــرب الباردة وظهور الهيمنة األميركية. وفي ظل خطر المبالغة في تقدير القضية، ، خاصة الغرب، مكانة أكثر بروزًا في خطابات الشيوخ والعلماء الذين " اآلخر " يحتل
Made with FlippingBook Online newsletter