23 |
)- وتطرح ما يحلو 46 حق اإلضراب على إطالقه -بما في ذلك اإلضراب العشوائي( لها من المطالب دون أن تلتزم بأي سقف ودون أن تراعي أي ضابط تنظيمي كُتب في نص قانوني أو جرى به العمل. بل إن قيادة االتحاد دأبت على الدفاع عن منظوريها ونصرتهم ظالمين أو مظلومين وقلما عبَّرت عن عدم موافقتها على مطلب غير واقعي أو على إضراب غير قانوني أو على ســلوك غير منضبط صدر من أحد النقابيين في حق أي مســؤول من مســؤولي الدولة بمن في ذلك كبار المسؤولين. لقد فاق تمرد ) 47 النقابييــن على القواعد القانونية، بما في ذلــك القواعد المنظمة للتفرغ النقابي( أو لإلضراب عن العمل، وتجرؤهم على مسؤولي الدولة ورموزها، وتعطيلهم لسير العمل بالمرافق العامة والخاصة، وتدخلهم الســافر في تسيير المؤسسات، وتنمرهم )... لقد 48 على كل من يتشبث بتطبيق القانون ويحرص على إعالء المصلحة العليا( فاق كل ذلك وغيره من التجاوزات كل التوقعات. إلى حد ما من ســلطة " تحررت " وإذا كانت القيادات النقابية الوســطى والميدانية قد القيــادة النقابيــة المركزية حتى إنها أصبحــت تتحداها من حين آلخر، وتضعها أمام األمر الواقع، مســتغلة بعض الصراعات و/أو التوازنات الداخلية، فإن ذلك يحدث باألســاس في األوساط المهنية وال يكون له في األعم األغلب بعد سياسي واضح. أما مواقف االتحاد من التحوالت السياسية واألحداث الجارية والخيارات المطروحة على الصعيد الوطني، فإنها من اختصاص القيادة النقابية العليا. وهي مســؤولة عنها أمام منظوريها ولكن أيضًا أمام الفاعلين السياســيين الوطنيين؛ حيث إن هؤالء وإن نادوا في زمن الســلم واالســتقرار بضرورة أن يكتفي االتحاد بإبــراز هويته النقابية فيصدر عن مرجعيتها المضيقة في نضاالته وتحركاته تاركًا السياسة وإدارة الشأن العام للسياسيين الذين فوضهم الشعب للقيام بذلك وسيحاسبهم عبر صناديق االقتراع، إال أنهم ســرعان ما يهرعون إلى ســاحة محمد علي الحامي (مقر االتحاد) كلما احتد بينهم الصراع أو أصاب بعضهم التهميش أو اإلزاحة عن المشــهد السياســي معولين على سطوته على خصومهم وآملين في نصرته لهم. ويبدو أن االتحاد قد استمرأ هذا الدور، دور الملجأ والمالذ الذي يجعل الجميع يخطبون وده ويُعرضون عن محاسبته بل ويغضون الطرف عن أخطائه. كيف ال، وهو المربط النشيط والمحور الذي يدور حوله بقية الفاعلين السياســيين واالجتماعيين؟! واالتحاد يدرك ذلك تمامًا. لذلك، فهو يعمد إلى التمنع والتســويف وســائر أشكال المناورة كلما عاد إليه قصب السبق
Made with FlippingBook Online newsletter